استكمالًا لفاعليات مبادرة "نحو رؤية أزهرية لمكافحة التطرف"، استضافت كلية علوم القرآن للقراءات وعلومها بجامعة الأزهر في طنطا، ندوة بعنوان: "تغيير المفاهيم المغلوطة لدى أبنائنا طلاب وطالبات الجامعة" حاضر فيها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، وذلك تحت رعاية أ.د/ رمضان عبد الله الصاوي، نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، وأ.د/ أحمد عبد المرضي سيد، عميد الكلية.
وحاضر في الندوة كلٌّ من: د/ محمد بناية، ود/ حمادة شعبان، ود/ إيهاب شوقي، ود/ عبدالله عابدين، المشرفين بمرصد الأزهر، والأستاذ/ عبد القادر الفقي، الباحث بمرصد الأزهر.
وفي مداخلته، تطرق د/ محمد بناية، مشرف وحدة التطوير والمتابعة بمرصد الأزهر، إلى الدور التوعوي الذي ينهض به المرصد من خلال ترسيخ تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتعظيم رسالته القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح والأخوة الإنسانية، وذلك بواسطة إنتاج محتويات متنوعة تشمل القضايا الفكرية بمختلف اللغات.
أما د/ حمادة شعبان مشرف وحدة رصد اللغة التركية بالمرصد، فقد تناول أوجه تعريف التطرف في اللغة والاصطلاح، مؤكدًا أن التطرف ظاهرة غير مرتبطة بجنس معين أو أتباع دِين معين، إنما ترتبط بظروف معينة إن ظهرت في أي مجتمع كان شبابه عُرضة للاستقطاب من التنظيمات المتطرفة، مستعرضًا ملامح ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، وكيف أن التطرف منبثق من شجرة واحدة سقيت بماء العنف والإرهاب.
في حين تحدث د/ إيهاب شوقي، مشرف وحدة التقارير الدورية بالمرصد، عن الهوية والتنمية المستدامة، وتفعيل دور الشباب في المجتمع، والعمل بإستراتيجية المرونة المعرفية المحفزة لاكتساب أنماط جديدة تساعد في تخطي أزمات الحياة، إلى جانب المساعدة في مواجهة الانحرافات الفكرية بصفة خاصة.
كما تطرق الأستاذ/ عبد القادر الفقي، الباحث بالمرصد، إلى أهمية قيم التعايش والاندماج بين البشر، بوصفهم أحد أهم أسس بناء الحضارات عبر التاريخ، وهي النهاية الطبيعية والحتمية لكل النزاعات المذهبية والعرقية، لافتًا إلى أنه بالرغم من مرور المجتمعات الإنسانية بمراحل تطور مختلفة جعلت من تقبل الآخر أمرًا مقبولًا بها، فإن دعوات الكراهية ورفض الآخر المختلف دينيًّا وعرقيًّا مازالت تتكرر؛ الأمر الذي يوجب على جميع المؤسسات التشريعية والدينية الوقوف في وجه هذه الدعوات عبر سَنِّ تشريعات صارمة، وتفعيل المبادرات التوعوية، وهو ما طالب به الأزهر الشريف في العديد من الفعاليات الدولية.