عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى “التفسير ووجوه الإعجاز القرآني” تحت عنوان: "مظاهر الإعجاز في خلق البعوض" بمشاركة أ.د/ مصطفى إبراهيم، الأستاذ بكلية العلوم جامعة الأزهر، وعضو لجنة الإعجاز العلمي بمجمع البحوث الإسلامية، وأ.د/ ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر، وبحضور عدد من الباحثين وجمهور الملتقى من رواد الجامع الأزهر.
وخلال اللقاء، قال الدكتور مصطفى إبراهيم: إن الدراسات الميكروسكوبية للبعوضة من الداخل أظهرت أن لديها القدرة على تحليل الدم، والتعرف على فصيلته، وهذا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى، كما أن البعوض بعضه يضع بيضه في الماء العذب والبعض الآخر يضع بيضه في الماء المالح، ويحدد البعوض نوع الماء من خلال بخار الماء المتصاعد.
وأوضح عضو لجنة الإعجاز العلمي، أن الجهاز العصبي للبعوضة لديه القدرة على تحديد مكان الإنسان على بعد 500 متر داخل المدن والأماكن المغلقة، وعلى بعد 5 كيلو في الأماكن المفتوحة، من خلال تتبع غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يخرج من الإنسان، وهي قدرة فريدة لهذا الكائن الصغير.
من جانبه، قال الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر: إن التعبير القرآني يحمل في طياته العديد من المعاني، بما يفيد مصالح العباد، كما أن التعبير القرآني هو معجز في نفسه، فترى كل لفظ يؤدي معنى مختلفًا بحسب السياق الذي استخدم فيه هذا اللفظ، وهو ما يسمى بالإعجاز البياني في استخدام الكلمة.
وأضاف أستاذ اللغويات، إنه على الرغم من وضوح الدلائل العلمية في القرآن، فإن العلماء تهيبوا هذا المجال في بداية الأمر، ويعود ذلك لاعتقادهم بأن النظريات العلمية متغيرة، كما أنها قابلة للتغيير والتبديل، في حين أن الحقائق القرآنية ثابتة، فخشي العلماء في هذه الحالة من أن يحدث تشكيك في النص القرآني نتيجة التغيرات التي تحدث في النظريات العلمية، ثم اتفقوا على أن الربط يكون بين الحقائق العلمية الثابتة، لأن الحقائق الثابتة هي نتيجة للقدرة الإلهية، أما النظريات المتغيرة فهي وجهة نظر بشرية تخضع للتقييم والصدق والثبات، مبينًا أن التعبير القرآني {إن الله لا يستحي أن يضرب مثلًا ما بعوضة فما فوقها} هو رد على استنكارهم على النبي صلى الله عليه وسلم من ضرب الأمثال بالذبابة وغيرها من الكائنات.
وأوضح أستاذ اللغويات، أن آية {ما فرطنا في الكتاب من شيء} من أعظم الآيات التي تؤكد شمولية القرآن الكريم، وأن كل الحقائق العلمية الموجودة لها ما يؤكدها في القرآن الكريم، وهناك الكثير من الأسئلة التي طرحت حول هذه الحقائق، فمثلًا عندما طرح أحد المستشرقين سؤلًا خلال مناظرة مع الإمام محمد عبده، هل يوجد في القرآن ما يتفق مع الحقيقة العلمية التي تؤكد أن تحديد جنس المولود يعود إلى النطفة الذكرية، فأشار الإمام محمد عبده إلى أن هذه الحقيقة يؤكدها القرآن الكريم من خلال قوله تعالى {فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى} في إشارة إلى أن الرجل السبب في الذكر والأنثى، مضيفًا أنه بسؤال المستشرق حول حقيقة أن الإنسان عندما يصعد إلى طبقات السماء يختنق، فأجاب الإمام محمد عبده على هذه الحقيقة بأنها موجودة في القرآن الكريم من خلال {يجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعد إلى السماء}، وما زال القرآن لا تنقضي عجائبه.
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ علي حبيب الله، الباحث بالجامع الأزهر، أن كل شبهة يثيرها المشككون والمتربصون، عند تمحيصها ومناقشة العلماء لها، تتحول إلى حجة للإسلام ويقينًا عمليًّا على صدق ما جاء به القرآن الكريم، وهؤلاء لا يرددون هذه الشبهات إلا وهم منكرون كليًّا للقرآن، ومتربصون بهذا النص الجليل والكلام المقدس، لمحاولة صرف المؤمنين عن هذا الدين الحنيف.
يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني" يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.