شارك مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في فعاليات المائدة المستديرة التي عُقدت يوم الثلاثاء، 11 فبراير 2025، بمقر مجلس الشباب المصري. حيث تناول الاجتماع قضية التسامح الديني، فضلًا عن قضايا اللاجئين. يأتي هذا النشاط ضمن البرنامج الوطني لمكافحة التطرف والاستقطاب الفكري، بمشاركة عدد من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، إضافة إلى إعلاميين ومحامين.
على هامش الجلسة، تحدث الدكتور محمد عبد الرحمن عطية، المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، عن دور المؤسسة الدينية في مواجهة خطاب الكراهية وتعزيز قيم التسامح. وأشار إلى استنكار الأزهر الشريف لمصطلح الأقليات، حيث تعتبره مصطلحًا يحمل مضامين تعزز التمييز والكراهية بين فئات المجتمع. وأكد أن الأقباط وغيرهم من الطوائف التي تشكل نسيج المجتمع المصري ليسوا أقليات، بل هم شركاء حقيقيون في الوطن.
وأوصى بضرورة تفعيل الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، الذي يركز على بناء شراكات فعّالة بين المؤسسات لتعزيز الجهود المشتركة في مكافحة التطرف وخطاب الكراهية. كما دعا إلى أهمية تأهيل المعلمين في المدارس بغرض توعية التلاميذ منذ الصغر بقيم التسامح والتنوع وقبول الآخر. إضافة إلى ذلك، شدد على ضرورة تكثيف الأنشطة المدرسية المشتركة بين التلاميذ من مختلف الأديان، وعدم الاقتصار على الجانب النظري الوارد في الكتب والمناهج الدراسية ذات الصلة.
بدورها، تحدثت د. هاجر قدري، الباحثة في المرصد، عن قضية التسامح الديني ودور الأزهر الشريف في مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر، إضافة إلى تقدير التعددية الثقافية. كما كشفت عن التحديات التي تواجه التعايش الديني، مثل التأثير السلبي لمحتويات بعض وسائل الإعلام. من جهة أخرى، استعرضت الباحثة الفرص المتاحة، مثل التاريخ المشترك بين المسلمين والمسيحيين في التعايش السلمي، الذي يمكن أن يُعتبر نموذجًا للوحدة الوطنية، وكذلك التعاون بين المؤسسات الدينية.