18 أغسطس, 2016

مسلمو الغرب والتصدي للفكر المتطرف

مسلمو الغرب والتصدي للفكر المتطرف

مع تزايد الهجمات الإرهابية في الغرب، يحاول المسلمون هناك اتخاذ خطوات جادة للتصدي لهذه الهجمات في محاولة لتبرئة أنفسهم مما يحدث، ولا شك أن هذه فكرة إيجابية، ولا بد من تفعيلها والتوصل لخطوات ناجعة تقلص من حدة الصورة السلبية عن الإسلام وتحاول معاجلة الأخطاء البارزة للجاليات المسلمة في تلك المجتمعات، وإذا كان المجتمع الفرنسي هو أكثر المجتمعات التي تتعرض لهذه الهجمات، وبالتالي تتزايد حدة الإسلاموفوبيا فيه، فنبدأ من فرنسا حيث نشر موقع Independent بتاريخ 6 أغسطس خبرًا بعنوان "جمعية فرنسية إسلامية تقترح فرض ضريبة على الأطعمة الحلال لتمويل المساجد ومحاربة التطرف" جاء فيه: اقترحت إحدى الجمعيات الإسلامية في فرنسا فرض ضريبة على الأطعمة الحلال لتمويل المساجد ومحاربة التطرف عقب سلسلة الهجمات الإرهابية التي ضربت البلاد مؤخرًا، وحدد أنور كبيبتش رئيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي خططًا جديدة للمؤسسة ربما تساعد على تقليص عدد المتبرعين الأجانب وسط مخاوف من ظهور التطرف، وقد لاقت هذه الفكرة دعمًا من الأحزاب اليمينية واليسارية، على الرغم من أن هناك شكوك حول مكان تنفيذ هذه الضريبة، وقال كبيبتش لقناة BFMTV" إن هذه الفكرة قد ظهرت منذ تأسيس المجلس الفرنسي للدين الإسلامي،" وتابع "وصلنا إلى الخطوة الأولى وهي التوقيع على الإطار الديني لعقد أطعمة حلال المجلس الفرنسي للدين الإسلامي، والذي يحدد معيار الأطعمة الحلال في فرنسا، وسوف نناقش المرحلة الثانية، وهي الإسهامات المالية لمؤسسات الحلال في فصل الخريف، وأضاف كبيبتش أن المبالغ المتحصلة من هذه الضريبة سوف تستخدم في تمويل رواتب الأئمة وبناء المساجد، والتي لا تحظى بدعم الدولة طبقا للقانون الفرنسي.
 يأتي ذلك المقترح بعد تصريح مانويل فالاس، رئيس الوزراء الفرنسي، بحظر الدعم الأجنبي على دور عبادة المسلمين وسط مخاوف من تفشي التطرف عقب سلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة في البلاد.
إذا تأتي هذه المحاولة بهدف وقف التدخل الخارجي في شؤون مسلمي فرنسا، ذلك التدخل الذي قد يفرض اتجاهات لا تراعي الواقع الزماني والمكاني للمسلمين هناك.
وعلى صعيد آخر وتحديدًا في الولايات المتحدة، نشر موقع Salon يوم 7 أغسطس خبرًا بعنوان "مسلمون أمريكيون يشنون حملة ضد الدولة الإسلامية المزعومة" جاء فيه: قام مسلمون أمريكيون بشن حملة ضد الدولة الإسلامية المزعومة المسماة تنظيم داعش باعتبارها لا تمثل الإسلام؛ حيث قاموا بوضع لافتة إعلانية ضخمة على الطريق ِالسريع بشيكاغو مدونٌ عليها "تنظيم داعش...أنتم حمقى! رسالة من # المسلمين الحقيقيين". ومن الجدير بالذكر، أن المسلمين المسئولين عن تلك الحملة غير تابعين لأي منظمة ربحية، بل إنهم تابعين لمنظمة "Sound Vision" غير الربحية التي تهدف إلى نشر التوعية بشأن كيفية مكافحة الإسلاموفوبيا وإدارة الأزمة المترتبة عليها بالإضافة إلى مواجهة محاولات استقطاب الشباب للتطرف، كما قامت تلك المؤسسة بنشر العديد من الكتيبات والمقالات المعارضة لتنظيم داعش، وفي حملتها المقامة مؤخرًا بعنوان "أنتم حمقى!" وصفوا الدولة الإسلامية المزعومة بالأكثر إرهابًا في العالم، وقد قاموا بشن تلك الحملة كجزء من إستراتيجيتهم لمواجهة التطرف والإسلاموفوبيا، وصرحت مديرة الحملة "لينا سليمان" أنهم قاموا بتلك الحملة في ضوء الضغط المستمر الذي يتعرض له المسلمون الأمريكيون لإدانة تنظيم داعش وخاصة في ظل سقوط المسلمين ضحايا للتنظيم؛ حيث أوضحت العديد من الإحصائيات مدى استهداف تنظيم داعش للمسلمين أكثر من غيرهم، وأضافت أن داعش تمثل خطرًا محققًا على الإنسانية جمعاء خاصة المسلمين دون غيرهم من الديانات المختلفة؛ نظرًا لأن أكثر ضحايا التنظيم من المسلمين أنفسهم، بالإضافة إلى أن المقاتلين في التنظيم بسوريا والعراق من المسلمين، كما أوضحت أن تلك اللافتة تعبر عن الغضب الإنساني العارم في محاولة للبحث عن التعايش السلمي وسط كل التهديدات التي تحيق بالمسلمين.

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

 

قراءة (2045)/تعليقات (0)