في ظل تصاعد مقلق في وتيرة الأعمال المعادية للمسلمين، شهدت بلدية بواسي الفرنسية، يوم أمس الثلاثاء، حادثة اعتداء مؤسفة، حيث قام مجهول بانتزاع حجاب امرأة مسلمة تبلغ من العمر 26 عامًا في أثناء سيرها في الشارع بصحبة طفلها الرضيع البالغ من العمر عامًا واحدًا.
ووفقًا لإفادة السيدة، اقترب منها المعتدي مسرعًا من الخلف وقام بنزع حجابها وهو يطلق صرخات تجاهها. وقد بادرت الضحية بتقديم بلاغ رسمي للجهات الأمنية بشأن الواقعة.
من جانبه، أعرب محافظ "إيفلين" عن إدانته الشديدة لهذا العمل العنيف عبر حسابه الرسمي على منصة (X)، مؤكدًا على تحريك قوات الأمن للقبض على الجاني. وأشار إلى أنه سيناقش قضايا أمن المجتمع المسلم في فرنسا خلال اجتماع طارئ مع وزير الداخلية ومجلس المؤسسات الإسلامية بالمقاطعة، والذي يأتي في أعقاب حادثة اغتيال مسلم داخل أحد المساجد الفرنسية قبل أيام.
تأتي هذه الحادثة العنصرية في ظل تصاعد مقلق في وتيرة الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا، حيث تشير إحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية إلى تسجيل 173 عملًا معاديًا للإسلام في عام 2024، بزيادة قدرها 29% عن عام 2023. كما تشير البيانات الحديثة إلى استمرار هذا التصاعد، حيث سجل ما لا يقل عن 79 حالة خلال المدة من يناير إلى مارس 2025، أي بزيادة قدرها 72% مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة لوباريزيان الفرنسية.
بناءً على ما تُرصد من إحصائيات فيما يتعلق بظاهرة «الإسلاموفوبيا»، يحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد وتيرة الاعتداءات على المسلمين في فرنسا وأوروبا، ويؤكد ضرورة التعامل بحزم مع هذه الحوادث ومعاقبة المسؤولين عنها دون أي تراخٍ، وذلك حفاظًا على أرواح الأبرياء وضمان أمن المجتمعات واستقرارها.
كما يشدد المرصد على الحق الأصيل للنساء المسلمات في الشعور بالأمن والطمأنينة، وعدم التعرض للخوف والتهديد نتيجة لممارستهن حقهن وحريتهن في ارتداء الحجاب في المجتمعات الأوروبية.