لا شك أن عملية اندماج الأجانب في المجتمعات الأوروبية تُعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التعايش السلمي وتعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات المختلفة. فالاندماج الناجح يسهم في بناء مجتمعات أكثر تماسكًا واستقرارًا، حيث يتمكن الأفراد من خلفيات وثقافات متنوعة، داخل المجتمعات متعددة الأعراق، من المشاركة الفعَّالة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وخلق نوع من التنوع والتكامل.
ومن ثم، تتطلب عملية الاندماج داخل المجتمعات الأوروبية –أو بالأحرى داخل المجتمعات المستضيفة للمهاجرين- تبني سياسات عادلة، ومنح فرص مواتية، وشراكة، وانخراط داخل المجتمع، مما يساعد على الحد من التمييز والعنصرية، ويعزز الشعور بالانتماء والمواطنة، حتى يحقق هذا الاندماج النتيجة المرجوة منه.
ولعل معرفة الآخر وفهم ثقافته ولغته ودينه خطوة أساسية نحو بناء علاقات إنسانية قائمة على الاحترام والتفاهم المتبادل، ونحو خلق اندماج منفتح على الآخر يَفهَم عنه ويَسمَع منه، لا ينبذه ولا يحمل ضده أي نوع من أنواع الخوف أو الرُّهاب (جنون الاضطهاد / الارتياب paranoiac - الخوف من الأجانب وكرههم xenophobia). فكلما ازداد الإنسان انفتاحًا على تنوّع العالم من حوله، قلَّت الأحكام المسبقة، وزادت فرص الحوار والتعاون. إن التعرف على خلفيات وثقافات ومعتقدات الآخرين لا يعني فقط اكتساب معلومات جديدة، بل يعكس رغبة صادقة في العيش المشترك وبناء مجتمع غني بتعدد روافده الثقافية والروحية.
علاوة على ذلك، يسهم اندماج الأجانب ومعرفة الآخر -إضافة إلى أمور أخرى- في خلق سلام مجتمعي، "سلام أعزل ومتواضع" -كما قال قداسة البابا ليو الرابع عشر- سلام آمن وعادل. فهل يستحق ذلك أن ندعم المبادرات البناءة، ونعزز من الشراكات مع الآخر؟ أم أن تكون الأهواء السياسية هي المسيطرة والمحركة للرأي العام ؟
في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الإيطالية جدلًا سياسيًّا، كان من الأحرى أن يكون جدلًا بناءً، يثني على من يستحق الثناء، عوضًا عن نفخ النار في الهشيم، وتأجيج العنصرية والإسلاموفوبيا.
وقائع إغلاق المساجد:
شهدت الساحة الإيطالية أحداث مختلفة، ما بين غلق للمساجد أو ما يسمى بالمراكز الثقافية الإسلامية -لدواعي الأمن والسلامة، أو لعدم ترخيص المبنى على أنه مقر عبادة، أو لتأثيره على البيئة الحضرية- والاعتراض على شراء مبنى تتوافق فيه الشروط ليكون مسجدًا يأوي إليه المؤمنون بدين الإسلام، وصولًا إلى الترويج لأفكار زائفة كأسلمة إيطاليا وغزوها، وهدم هويتها وثقافتها.
وكانت مدينة مونفالكوني -شمال إيطاليا- قد شهدت وقائع إغلاق المساجد في المدينة لأسباب مختلفة -دواعي السلامة، وتأثير المسجد على البيئة الحضرية-.. هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 30 ألف نسمة، يشكل الأجانب فيها ثلث سكانها، أغلبهم من البنغاليين المسلمين.
فضلًا عما شهدته بلدة بادرنو دوجانو -الواقعة في ضواحي ميلانو إيطاليا- جراء بيع مبنى معبد شهود يهوه لصالح جمعية إسلامية، لتحويله إلى مركز ثقافي ومكان للصلاة للمسلمين. ورغم أن العملية سليمة من الناحية الشكلية والقانونية، فقد أثارت جدلًا واسعًا، وكان حزب "الرابطة" اليميني في طليعة المنتقدين، مستخدمين عبارات مثل: "ظاهرة مقلقة تتمثل في أسلمة الأحياء"، بما لا يدعم بأي حال من الأحوال عملية الاندماج والحق الذي كفله الدستور الإيطالي في احترام معتقدات الآخرين وحقهم في إقامة شعائرهم. الأمر الذي طبقته رئيسة البلدية، التي استندت إلى المادة 19 من الدستور الإيطالي، والتي تكفل حرية العبادة، للدفاع عن شفافية عملية بيع المبنى.
إن هذه الحملة ضد المساجد والمراكز الثقافية في إيطاليا والتي يفوق عددها الـ(1000)، ما هي إلا نوع من التمييز، الذي يتعارض مع حرية ممارسة الدين التي ينص عليها الدستور الإيطالي، خاصة في ظل الحزب الحاكم "أخوة إيطاليا" اليميني المحافظ.
هذا ولا توجد في إيطاليا إلا (5) مساجد رسمية معترف بها فقط، وأكتر من (1000) مركز ثقافي ومقر للصلاة، في ظل وجود (2 مليون و700 ألف) مسلم –بحسب الإحصاءات الرسمية- بحاجة إلى ممارسة شعائرهم الدينية في بيئة آمنة، كي ينعكس ذلك إيجابيًّا على المجتمع الإيطالي بكل مكوناته متعددة الأعراق. إن مثل هذه الحملات ضد المساجد قد تضطر المسلمين إلى العيش على الهامش، والصراع من أجل حقوقهم، وإجبارهم على خلق أجواء ملائمة لهم، وفتح مراكز للصلاة بشكل مخفي أحيانًا، علاوة على أن مثل هذا التضييق قد يؤجج من حدة الكراهية والعداء، بدلًا من أن يعزز فرص الاندماج، ويزرع الحب والتعايش والسلام.
مبادرات للتبادل الثقافي :
إن المعرفة تُبدد الخوف من "الآخر"، أو بالأحرى من كل ما يخرج عن إطار الأغلبية أو المعيار السائد. وفي ظل مناخ غير ملائم تصاعد فيه موجات العداء للأجانب والعنصرية، تبرز الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى تعزيز هذا النهج وتفعيل نتائجه.
ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تُنظَّم في إيطاليا مبادرات للتبادل الثقافي، تهدف إلى "بناء جسور" بين أفراد ينحدرون من ثقافات مختلفة؛ وتشمل هذه المبادرات: الطهي، واللغات، والأعياد، والأديان، وتقوم على فكرة أن المعرفة تُبدد الخوف من "الآخر".
من أجل ذلك، كانت المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية في إيطاليا في طليعة المبادرين بفتح أبواب المساجد للطلاب، وللمثقفين، وللعامة، فصار هناك ما يعرف بـ "اليوم المفتوح للمساجد" تستقبل فيه المساجد وفودًا، سواء من الطلاب أو من غيرهم، للتعرف على أنشطة المسجد وعلى معتقدات المسلمين بشكل عام، كيف يصلون! لماذا يصومون شهر رمضان! إلى غير ذلك.
وجدير بالذكر الإشارة هنا إلى أن المسجد الكبير في روما –المعروف بمسجد روما الكبير- يخصص يومًا لزيارة المسجد بصحبة إمام المسجد الذي بدوره يصطحب الوفد، ويعرفهم على أنشطة المسجد في جولة داخل أرجائه.
وفي مفارقة عجيبة، شهد مطلع شهر مايو من العام الجاري 2025، جدلًا سياسيًّا، مدفوعًا بتأجيج العنصرية والإسلاموفيا. وذلك عقب تداول صورة لأطفال مسيحيين وهم يحاكون السجود الذي يقوم به أقرانهم المسلمين؛ حيث شكلت واقعه الزيارة التي قام بها تلاميذ روضة الأطفال الكاثوليكية "سانتا ماريا ديلا فيتُّوريا" بمقاطعة تريفيزو إلى المسجد المحلي المعروف بـالمركز الثقافي الإسلامي "أمانت"، جدلًا سياسيًّا كبيرًا، تصدَّرته الأحزاب اليمينية التي استغلَّت الموقف لكسب تأييد الناخبين، وتعزيز حضورها في المشهد السياسي.
وكانت روضة الأطفال الكاثوليكية "سانتا ماريا ديلا فيتُّوريا" بمقاطعة تريفيزو، قد نظَّمت بشكل طبيعي يومًا للتبادل الثقافي، من خلال عقد زيارة إلى المسجد المحلي المعروف بالمركز الثقافي الإسلامي "أمانت"؛ بهدف تعريف الأطفال المسيحيين بعقيدة زملائهم المسلمين، وبالمكان الذي يذهبون إليه للصلاة كل يوم جمعة، من أجل أن يشعر الجميع "كأنهم في بيتهم". وخلال الزيارة شرح الإمام أركان الإسلام، وبين هيئة الصلاة، وخاصة السجود، وهنا قام الأطفال المسيحيون بمحاكاة الإمام، وهو ما أشعل الجدل السياسي داخل الأوساط الإيطالية.
والجدير بالذكر أن المركز الثقافي الإسلامي "أمانت" الذي زارته روضة الأطفال الكاثوليكية يقوم كعادته بمبادرات تتعلق بالحوار بين الأديان، وقد استضاف في السابق فعاليات في هذا الشأن على مدار أيام، في إطار التبادل الثقافي بين الإسلام والمسيحية. لكن للأسف، أصبحت صورة الرحلة المدرسية – بدلًا من أن تكون ذكرى للحوار والاكتشاف – منصة جديدة للعنصرية داخل الأراضي الإيطالية.
وفي تصريح لمديرة روضة الأطفال: «كان تصرف الأطفال عفويًّا... أراد الأطفال من خلاله أن يُظهروا أنهم فهموا». وقبل الوداع بقليل، تلا الجميع صلاة من أجل السلام: الأطفال الكاثوليك صلّوا وأيديهم مضمومتان، والمسلمون سجدوا باتجاه مكة. في حقيقة الأمر، هذا الفعل هو ما كان ينبغي أن تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي والسياسيين، صلاة من أجل السلام بين أطفال من ديانات مختلفة. أليس هذا أحد أنواع الاندماج الفعال؟
وفي محاولة لفهم كيف أصبح أمر بهذا القدر من الاعتياد مادة إعلامية، هناك عنصران جديران بالانتباه:
العنصر الأول، والأكثر وضوحًا، هو العنصرية التي تنفجر مرة أخرى ضد المسلمين، وتُعرف بالإسلاموفوبيا أو العنصرية المعادية للإسلام.
أما العنصر الثاني، توظيف الحسابات السياسية لتحقيق أهداف على حساب براءة الأطفال وحقوقهم.
سياسة متشبعة بالارتياب
وعلى مدى الأيام الماضية، تعالت أصوات بارزة في الجدل السياسي بالتحذير من "أسلمة" مزعومة لإيطاليا، والتي أعادوا خلالها إحياء خطابات أوريانا فالاتشي، التي تُعتبر رمزًا للإسلاموفوبيا الإيطالية، وقدَّموا كلماتها كأنها نبوءة، في خطاب يعكس تصاعد التوترات حول قضايا الهوية والدين.
وفي تصريحات مغايرة، علق نائب رئيسة الوزراء ووزير البنية التحتية والنقل ماتيو سالفيني -اليميني- على واقعه زيارة روضة الأطفال الكاثوليكية إلى المسجد، عبر منصة فيسبوك، قائلًا: «وأين هي المعاملة بالمثل؟». بينما أضافت النائبة الأوروبية سيلفيا ساردوني -اليمينية- قائلة: «إنها أسلمة للمدرسة الإيطالية». وفي تصريحات رئيس إقليم فينيتو، لوكا زايا، لصحيفة "إل جورنالي" حول الحادثة، تظهر بوضوح ملامح الخطاب المعادي للإسلام، يؤكد لوكا زايا فكرة "تفوق أخلاقي" للمسيحية، كما يعكس خطابه سماتٍ بارانويدية -(مشتقة من Paranoia جنون الاضطهاد)- إذ يصور خطرًا وهميًّا على الهوية الوطنية بلغة دراماتيكية، ويستند إلى نبرةٍ مشبعة بدلالات تفوقٍ عرقي، وتمييزٍ ضد الآخر.
ويمكن الإشارة هنا إلى أن العائلات المسلمة في منطقة فينيتو تُسجل العديد من أطفالها في روضة أطفال ذات طابع كاثوليكي؛ بهدف منحهم فرصة اللعب والتعلم مع أطفال من ديانات أخرى، تمامًا كما حدث مع الأطفال المسلمين من الجيل الأول والثاني، عندما كان الأطفال المسلمون يتلون مع أقرانهم المسيحيين صلوتهم الكاثوليكية، وفي نهاية العام الدراسي وداخل روضة الأطفال يدور الحديث بينهم عن مواضيع وقيم كاثوليكية.
واليوم، لا تزال العائلات المسلمة تسجل أبناءها دون أية مشكلة، لكي يتلقوا تعليمًا وتربية، بغضِّ النظر عن الخلفية الدينية لإدارة المدرسة. لكن الزمن قد تغيَّر؛ فبينما كان الأطفال من ديانات أخرى، وخاصة الإسلام، يشكلون أقلية ضئيلة قبل عشرين عامًا، أصبحوا اليوم يشكلون جزءًا متزايدًا من الطلاب في المدارس. وهذا يدعو إلى إعادة النظر في المبادرات التربوية، لتشمل التعرف على الآخر، ومن بين هذه المبادرات كانت زيارة الأطفال للمسجد الموجود في مدينتهم سوسيجانا. مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المبادرات تُنظَّم منذ سنوات عديدة في جميع مدن إيطاليا، وفي جميع المؤسسات التعليمية من مختلف المراحل، من رياض الأطفال، إلى الابتدائية، ثم الإعدادية والثانوية، وحتى الجامعات. كل ذلك لم يُثر يومًا أي تحفظ أو أزمة ثقافية لدى أي طالب.
فالأطفال المسيحيون يدخلون دور العبادة، تمامًا كما دخل الأطفال المسلمون كثيرًا إلى الأديرة، والكنائس، والكاتدرائيات؛ يزورون المكان، ويفهمون الطقوس الدينية الخاصة بذلك الدين، ثم يعودون إلى منازلهم وهم أكثر ثراءً معرفيًّا.
وفي حقيقة الأمر، هناك من يسعى إلى مهاجمة مثل هذه المبادرات الرفيعة للتعرف على الآخر، ويتعامل معها وكأنها فرض ديني يُمارَس على أطفال صغار. وهذا غير صحيح، وإهانة لذكاء الجميع.
ولعله كان من الأولى عدم إتاحة مثل هذه الفرصة للأحزاب اليمينية، وأن يقوم الإمام بالطلب من الأطفال غير المسلمين عدم تنفيذ ما يقوم به زملاؤهم المسلمين، وأن يشاهدوا فقط.
خضوع المرأة في الإسلام
وكما هو الحال دائمًا، لم يغِب أيضًا الربط السطحي بفكرة: "خضوع المرأة في الإسلام" وهي حجة تُعرف باسم: " النسوية القومية"، أي استغلال حقوق المرأة ذريعةً لتمييز الثقافات الأخرى. فتتعالى أصوات الأحزاب اليمينية منادية بضروه وجود قانون يحظر استخدام النقاب أو البرقع، وصولًا إلى حظر الحجاب نهائيًّا، الأمر الذي حمل بعض الأصوات المتعالية على أن يقول: "البرقع والنقاب أدوات قمع ضد المرأة لا يمكن أن نتسامح معها".
عواقب غير مباشرة
وعلى الرغم من توضيح المكتب الإقليمي أن زيارة روضة الأطفال الكاثوليكية "ليس بها أية مخالفة"، فإنها أحدثت خللًا كبيرًا ، وذلك على النحو التالي:
أولًا، الأطفال وُضعوا في قلب جدل لا يملكون أدوات لفهم معطياته، في حين لم يُظهر أي منهم انزعاجًا من اللقاء الثقافي التبادلي. وفي حقيقة الأمر إن الجدل الذي ساد قد دار بين الكبار. تجربة تعليمية أصبحت مصدرًا للارتباك وربما للخجل أو الخوف وهو أمر خطير في حد ذاته.
ثانيًا، أصبحت المُعلمات على وعي بأنهن قد يتعرضن للاستغلال السياسي والعنف الخطابي، فصار من الأفضل لهن تجنب بعض الأساليب والمواضيع، والابتعاد عن الدعوة للحوار مع الآخر والتعرف عليه كونه شريكًا في المجتمع، على الرغم من أن ذلك الأمر أحد أسس التربية على الحياة المشتركة، وأحد سبل الاندماج داخل المجتمعات.
إن ما حدث من استغلال الوقائع العادية، واقتحام عالم الأطفال، والترهيب من معرفة الآخر، ينذر بمناخٍ عام يسعى إلى تحديد ومعاقبة كل من يحاول تعزيز التقارب بين أفراد ينحدرون من ثقافات مختلفة، فضلًا عن خلق رؤية أقل للعالم، مليئة بمخاوف الغزو الوهمية، والتحولات القسرية، والاستبدال العرقي.
وفي الختام
تبقى مسألة الاندماج ومعرفة الآخر من الركائز الأساسية لبناء مجتمعات أوروبية –وغير أوروبية- أكثر عدلًا وتنوعًا؛ فتعزيز قيم الاحترام المتبادل والانفتاح الثقافي واحترام معتقدات الآخرين لا يسهم فقط في الحدِّ من التوترات الاجتماعية، بل يفتح آفاقًا جديدة للتعايش السلمي والتنمية المشتركة.
كما أن تعزيز المبادرات التي تقدم للجميع فرصة قَيِمة لبناء جسور سلام وتعايش، تسهم أول ما تسهم في إرساء قواعد الآمن والأمان ومحاربة العنصرية. إن مستقبل أوروبا يعتمد على قدرتها في احتضان التعددية، وتحويلها إلى مصدر قوة ووحدة، لا إلى سبب للخلاف والانقسام. وكلما تحقق الاندماج وتعززت معرفة الآخر، كانت النتيجة وقايةً من الإرهاب والعنصرية. ولنأخذ الحكمة من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}.
وحدة الرصد باللغة الإيطالية