04 يونيو, 2025

بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح فضل عشر ذي الحجة

بلغة الإشارة.. الجامع الأزهر يوضح فضل عشر ذي الحجة

عقد الجامع الأزهر الشريف اللقاء الأسبوعي بلغة الإشارة لذوي الهمم من الصم والبكم، حول فضل عشر ذي الحجة؛ حيث أوضحت د/ منى عاشور، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، وعضو المنظمة العربية لمترجمي لغة الإشارة، أن العشر الأوائل من ذي الحجة لها فضل عظيم؛ فلقد أقسم الله تعالى بها في كتابه الكريم تعظيمًا لشأنها؛ فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وقال جمع من العلماء: إن المقصود بالليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وقد أشار ابن كثير رحمه الله إلى هذا المعنى. وقد شهد النبي ﷺ بفضل هذه الأيام وعِظم منزلتها؛ فقال في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام –يعني عشر ذي الحجة– قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء" [رواه البخاري]. وكذلك في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال ﷺ: "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد".

وأشارت د/ منى عاشور، إلى أن هذه الأيام تجتمع فيها أمهات العبادات التي لا تجتمع في غيرها؛ ففيها الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، وهو الركن الأعظم من أركان الإسلام، وفيها يوم عرفة الذي يُكثر الله فيه العتق من النار، ويغفر الذنوب، ويُباهي الملائكة بعباده، وصيامه يُكفِّر السنة الماضية والباقية؛ كما جاء في حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" [رواه مسلم]. كما أنها تحوي شعيرة الأضحية العظيمة، وفيها أيضًا يوم النحر، الذي قال فيه النبي ﷺ: "أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر، ثم يوم القرِّ" [رواه أبو داود]، ويوم القرِّ هو اليوم الذي يلي يوم النحر؛ حيث يستقر الناس بِمِنى بعد أداء المناسك.

وأضافت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، إنه يُسَن في هذه الأيام المباركات الإكثار من ذكر الله تعالى؛ كما قال عز وجل: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}، وأجمع جمهور العلماء على أن هذه الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، ويُشرع فيها إظهار التكبير المطلق من أول يوم من أيام ذي الحجة في المساجد، والطرقات، والمنازل، ويستمر إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وهو من السنن المهجورة التي ينبغي إحياؤها. أما التكبير المقيد، وهو الذي يكون عقب الصلوات المفروضة، فيبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق، ومن الأعمال الفاضلة فيها أيضًا صيام تسع ذي الحجة، وخاصةً صيام يوم عرفة لغير الحاج؛ لما له من فضل عظيم؛ فعن حفصة -رضي الله عنها- قالت: "أربع لم يكن يدعهن النبي ﷺ: صيام عاشوراء، وصيام العشر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الفجر" [رواه أبو داود].

كما أن من أعظم الأعمال التي يُتقرَّب بها إلى الله في هذه الأيام الحج؛ فمن استطاع إليه سبيلًا فليبادر إلى أدائه؛ فإنه أفضل ما يُتقرَّب به إلى الله في هذه الأيام المباركة؛ فعن النبي ﷺ حين سُئل عن أفضل الأعمال قال: "إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور" [متفق عليه].

وتابعت الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية: إن من الأعمال أيضًا ذبح الأضحية للموسر، وهي سُنَّة مؤكدة، بل قال بعض العلماء بوجوبها. وفي هذه الأيام، يجب على المسلم الاجتهاد في أداء الفرائض بإتقان؛ فهي أحب الأعمال إلى الله، كما جاء في الحديث القدسي: "وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه" [رواه البخاري]. والإكثار من النوافل والطاعات، مثل: الصلاة، وتلاوة القرآن، والدعاء والتضرع إلى الله تعالى، والتصدق، وبرُّ الوالدين، وصلة الرحم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الناس؛ فيجب استغلال هذه الأيام المباركة قبل رحيلها؛ فهي ساعات يسيرة ما أسرع انقضاؤها، والسعيد من وَفَّقه اللهُ لاغتنامها.

 

قراءة (45)/تعليقات (0)

كلمات دالة: