23 يونيو, 2025

د. نظير عياد: العنف الأُسرى ناقوس خطر يهدِّد سلامة المجتمع

د. نظير عياد: العنف الأُسرى ناقوس خطر يهدِّد سلامة المجتمع

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن الحديث عن العنف الأسرى لم يعد مجالاً للنقاش النظرى أو الطرح النخبوى، بل صار ناقوس خطر يدق بقوة فى ظل ما نُواجهه من تحولات اجتماعية وتحديات تربوية خطيرة، مشيراً إلى أن هذا المصطلح الذى كان يوماً ما استثنائياً ونادر الاستخدام، بات اليوم شائعاً ومتداولاً على نطاق واسع، خصوصاً مع تنامى دور وسائل التواصل الاجتماعى والتطور التكنولوجى، ما يحتّم علينا التوقف أمامه بجدية، والبحث عن أسبابه وآثاره وسُبل معالجته؛ حفاظاً على الأسرة التى تُعدُّ الحصن الأول للمجتمع، ومصدر توازنه وهويته.

جاء ذلك خلال كلمة الدكتور "عياد" بورشة «العنف الأسرى فى مصر ..رؤية تكاملية بين الإفتاء والعلوم الاجتماعية والجنائية» التى نظّمها المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، بالتعاون مع دار الإفتاء المصرية بحضور نخبة من العلماء و المفكرين والمتخصصين.

وأوضح مفتى الجمهورية أن الأسرة تُمثّل الكتلة الصلبة فى بنية المجتمعات العربية والإسلامية، فهى التى تحفظ للناس توازنهم وهويتهم فى مواجهة موجات التغيير والاختراق، مؤكداً أن الجهات التى تعمل على زعزعة استقرار المجتمعات شرقاً وغرباً، تدرك جيداً أن المساس بالأسرة هو أول مدخل للهدم والتفكك، ومن ثم فإن قضية العنف الأسرى تكتسب خطورة استثنائية، وتتطلب من الجميع أن يناقشوها بجرأة وواقعية، بعيداَ عن التحيّز أو الخوف أو الإنكار.

كما بيَّن أن مفهوم العنف الأسرى يتناقض تماماً مع جوهر الأسرة التى أرادتها الشرائع السماوية والمذاهب الوضعية سكناً ودرعاً وسياجاً للأخلاق والانتماء، مشدداً على أن الدين لم يأتِ إلا لصلاح الناس فى دنياهم وأخراهم، وأنه يتحتّم علينا أن نبحث بعمق عن الأسباب الحقيقية التى تدفع إلى هذا النوع من العنف، والتى قد ترجع إلى عوامل نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو تربوية، من بينها الفهم الخاطئ والقراءة المبتورة لنصوص الدين.

وأشار إلى أهمية الورشة وما شهدته من حضور نوعى متنوع، شمل مختصين فى الشريعة والاجتماع وعلم النفس والسياسة والاقتصاد والإعلام، وهو ما يعكس ضرورة تكامل هذه التخصصات وتلاقيها، مؤكداً أننا لم نَعد فى عصرٍ تُعالَج فيه الظواهر برؤية واحدة أو منهج منفصل؛ بل بات من الضرورى النظر بمنظور شامل يجمع بين الرؤية الدينية والمعالجة النفسية والاجتماعية والقانونية، من أجل تشخيص الداء ووصف العلاج على نحو علمى وواقعى.

من جهتها أعربت الدكتورة هالة رمضان، مدير المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، عن بالغ تقديرها لحضور الدكتور نظير محمد عياد، مؤكدة أن حضور المفتى يُعَدُّ إضافة نوعية تعكس أهمية التكامل بين البعد الدينى والبعد الاجتماعى فى معالجة القضايا المجتمعية الملحَّة، ومشيدة بما تقوم به دار الإفتاء المصرية من أدوار توعوية ومجتمعية مؤثرة، لا سيما فى تناولها الإشكاليات المرتبطة بالأسرة والمجتمع من منظور دينى منضبط ورؤية علمية راشدة، مؤكدة تطلع المركز إلى تعزيز أواصر التعاون مع دار الإفتاء بما يسهم فى بناء منظومة فكرية ومعرفية متكاملة تُسهم فى ترسيخ الاستقرار الأسرى والاجتماعى.

وقد شهدت الورشة مناقشات علمية مثمرة، شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين، وقد حضر الندوة وأدارها الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث، والدكتورة رباب الحسينى، أستاذ علم الاجتماع، والمستشار محمد عمر الأنصارى، المدير السابق للمركز القومى للدراسات القضائية، والدكتورة سوزان القلينى، أستاذ الإعلام، عضو المجلس القومى للمرأة، والدكتور محمد رزق البحيرى، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، والدكتور عمرو الوردانى، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.

قراءة (14)/تعليقات (0)

كلمات دالة:
"الثانوية الأزهرية".. هدوء وانضباط داخل اللجان وجولات مكثفة من القيادات.. رئيس قطاع المعاهد: وفرنا بيئة تساعد الطلاب على التركيز والأداء بكل طمأنينة
كلام يهمنا

"الثانوية الأزهرية".. هدوء وانضباط داخل اللجان وجولات مكثفة من القيادات.. رئيس قطاع المعاهد: وفرنا بيئة تساعد الطلاب على التركيز والأداء بكل طمأنينة

- د. محمد الضوينى يوجه بتشكيل لجنة لفحص شكاوى امتحان مادة الفيزياء

- د. سلامة داود: الأزهر يبذل جهوداً كبيرة فى تهيئة الأجواء المناسبة لأبنائه

1345الأخير