- د. ربيع الغفير: قيادة النبي ﷺ نموذج في الإدارة الرشيدة وتجاوز الأزمات
- د. حسن يحيى: استقراء السيرة النبوية دِعامة لبناء مجتمع متماسك ومتقدِّم
- د. أبو اليزيد سلامة: الثقة المطلقة بالله وحَسْم القرار وتمكين الشباب من أبرز دروس الهجرة
- الشيخ يوسف المنسي: الهجرة النبويَّة امتدَّ أثرها من تربية الفرد إلى بناء المجتمع
اختتمت اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة، مساء أمس الخميس، فعاليَّات الأسبوع الدعوي الثامن بالجامع الأزهر، الذي نظَّمته اللجنة تحت عنوان: (الهجرة النبويَّة.. تدبيرٌ إلهي وبُعْدٌ إنساني)، في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ بترسيخ دَور الأزهر في حَمْل رسالة الدعوة، وإحياء منهجه الأصيل في بثِّ الوعي الدِّيني المنضبط، وتعزيز حضوره الفاعل في البناء الفِكري والأخلاقي للمجتمع.
وعقدت اللجنة العُليا للدعوة ندوتها الدِّينية الخامسة -التي أُقيمَت فعاليَّاتها بعد صلاة المغرب بإشراف فضيلة أ.د. محمد الضويني، وكيل الأزهر، وفضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة- تحت عنوان: (دروس الهجرة في واقعنا المعاصر)، وحاضر فيها: الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العُليا لشئون الدعوة، والدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شئون القرآن بالأزهر، والدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللُّغويَّات بجامعة الأزهر، في حين أدار الندوةَ الشيخ يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العُليا للدعوة.
وفي كلمته، قال الدكتور ربيع الغفير إنَّ قيادة النبي ﷺ للأمَّة خلال رحلة الهجرة المباركة تُعدُّ نموذجًا يُحتذى به في حسن الإدارة وتدبير الأمور، وأنَّ هذه القيادة الملهمة دفعت الصحابة إلى التضحية بالنفْس والمال؛ نصرةً للدِّين، لافتًا إلى أنَّ الأزماتِ المتلاحقةَ في عصرنا تؤكِّد الحاجة الماسَّة إلى استلهام منهج النبوة في القيادة والإصلاح.
فيما أشار الدكتور حسن يحيى إلى أنَّ الهدفَ الأساسَ من استقراء السيرة النبويَّة المطهَّرة هو استلهام المعاني الراقية التي تُقوِّم المجتمع، وتحافظ على تماسكه واستقراره، وتجعله أكثر تحضُّرًا وتقدُّمًا، مؤكِّدًا أنَّ هذا الاستقراء المتمعّن يقرِّبنا من الهدي النبوي الشريف، ويعيننا على تطبيق سُنَّته عمليًّا في شئون حياتنا.
من جانبه، أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة أن آية {لا تحزن إنَّ الله معنا} كانت تجسيدًا للثقة المطلقة بالله سبحانه وتعالى، تلك الثقة التي بثَّت السكينة في قلب أبي بكر -رضي الله عنه- رغم شدَّة الموقف، مشيرًا إلى أنَّ الهجرة تعلِّمنا الانتقال من التردُّد إلى حَسْم القرار مهما كان صعبًا على النفس، كما تقدِّم درسًا عميقًا في الثقة بالشباب وتمكينهم لأخذ زمام المبادرة؛ كما فعل سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حين نام في فراش النبي ﷺ، وأدَّى الأمانات إلى أهلها رغم ما تعرض له النبي ﷺ من أذى.
وفي ختام الندوة، لفت الشيخ يوسف المنسي إلى أنَّ الهجرة لم يقتصر أثرها على الفرد؛ بل امتدَّ ليشمل المجتمع بأسْره، مبيِّنًا أنَّ إشراك النبي ﷺ أصحابَه في هذه الرحلة المباركة أسَّس جيلًا مؤهَّلًا لحمل أمانة الدعوة، وحماية استقرار الأمَّة بعد وفاة النبي ﷺ.
ونفَّذت اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلاميَّة فعاليَّات الأسبوع الدعوي الثامن بالجامع الأزهر، في إطار مشروع دعوي متكامل، يستلهم مِنَ الهجرة النبويَّة مقوِّمات البناء الحضاري، ويستهدف ترسيخ القِيَم الإيمانيَّة والإنسانيَّة في الوجدان العام، مِن خلال لقاءات عِلمية تُفعِّل دَور الخطاب الأزهري الوسطي في معالجة قضايا الواقع، وتعزيز الوعي الدِّيني المنضبط، بما يجسِّد الدَّور المتجدِّد للأزهر الشريف في توجيه الفِكر، وتهذيب السلوك، وبناء الإنسان.