يُطلِق مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشريف، اليوم الخميس، حملةً توعويَّة شاملة بعنوان: (سلوكك أمانة)؛ وذلك في إطار تعاونه مع وزارة النقل؛ لتكثيف الجهود الوطنيَّة الهادفة إلى حماية الأرواح والممتلكات، وتأكيد دَور المؤسَّسات الدِّينيَّة في ترسيخ الوعي السلوكي والمسئوليَّة المجتمعيَّة.
وتهدف الحملة إلى تعزيز الشعور بالمسئوليَّة الفرديَّة والجماعيَّة في التعامل مع مرافق النَّقل العام، والتنبيه على خطورة السلوكيَّات الخاطئة؛ كعبور المزلقانات بشكل عشوائي، أو تجاهُل التعليمات المروريَّة؛ بما يُهدِّد الأرواح، ويتسبَّب في كوارثَ متكرِّرةٍ، ساعيةً إلى إحياء قِيَم الإسلام في حِفْظ النَّفْس والغير، مِن خلال خطابٍ دعويٍّ متوازنٍ يُخاطب العقل والوجدان، كما تسعى الحملة إلى نَقْل التوعية مِن طور الموعظة العابرة إلى مسارٍ سلوكيٍّ يُسهِم في بناء الضَّمير العام، ويُعلِي مِن شأن الانضباط؛ بوصفه مسئوليَّةً دِينيَّـةً لا تقلُّ عن سائر الواجبات التعبُّديَّة.
وقال فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة: إنَّ إطلاق هذه الحملة يأتي استجابةً للمسئوليَّة الشرعيَّة والوطنيَّة التي يحملها الأزهر الشريف؛ صوتُ الضمير الدِّيني للأمَّة، موضِّحًا أنَّ الإسلام وضع حِفظ النَّفْس في مقدِّمة ضروراته، وجعل الإخلال بها مِن أعظم صُوَر التفريط.
وأضاف د. الجندي أنَّ الأزهر الشريف ينخرط في قضايا النَّاس بخطابه الواعي ولا ينفصل عنها، مشيرًا إلى أنَّ مجمع البحوث الإسلاميَّة يستثمر كلَّ وسائله الدعويَّة والإعلاميَّة في الوصول إلى النَّاس حيث يكونون؛ مِن أجل صناعة وعيٍ جماعيٍّ يقي المجتمعَ شرَّ العشوائيَّة.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ قضيَّة السلوك العام اختبارٌ حقيقيٌّ لنُضج المجتمع، وأنَّ السلوكيَّاتِ الخاطئةَ مظهرٌ مِن مظاهر الغياب الوجداني عن إدراك خطورة الموقف، مؤكِّدًا أنَّ مَن يستهين بتعريض نفْسِه أو غيره للهلاك؛ يقع في إثمٍ بيِّن، ويتحمَّل تبعاتِ ذلك أمام الله والمجتمع.
وتابع فضيلته أنَّ مجمع البحوث الإسلاميَّة ينظر إلى هذه الحملة بوصفها تحرُّكًا دعويًّا جادًّا، يخرج من دائرة التنظير إلى فضاء الفعل والتأثير، داعيًا الجميع إلى أن يكونوا شركاء حقيقيين في إنجاحها؛ لأنَّ الوقاية لا تصنعها اللوائح وحدها، وإنمَّا يصنعها الضَّمير حين يُبنَى على الدِّين والانتماء.
ومِنَ المقرَّر أن تستمرَّ فعاليَّات الحملة على مدار أسبوعين، وتتضمَّن تنفيذَ مجموعةٍ مِنَ الخُطَب والنَّدوات والمحاضرات الدَّعويَّة والتوعويَّة في المساجد، واللقاءات المباشرة في مراكز الشباب والنَّوادي الاجتماعيَّة ومحطَّات القطارات ومواقف حافلات النقَّل العام، بالإضافة إلى إطلاق المركز الإعلامي لمجمع البحوث الإسلاميَّة حملةً إعلاميَّةً رقْميَّةً تشمل إنتاج مقاطع فيديو قصيرة، ومنشورات توعويَّة عبر المنصَّات الرسميَّة للمجمع على وسائل التواصل الاجتماعي.