08 سبتمبر, 2025

الجامع الأزهر يواصل احتفاءه بميلاد النبي ﷺ ويؤكد: النبي ﷺ انتقل بالمرأة من كونها سلعة تُباع وتُشترى إلى إنسانة كريمة لها حقوقها وواجباتها

الجامع الأزهر يواصل احتفاءه بميلاد النبي ﷺ ويؤكد: النبي ﷺ انتقل بالمرأة من كونها سلعة تُباع وتُشترى إلى إنسانة كريمة لها حقوقها وواجباتها

     في إطار احتفاء الجامع الأزهر الشريف بذِكرى المولد النبوي الشريف؛ عُقدت اليوم الإثنين، أمسية جديدة تحت عنوان: «النبي ﷺ وحقوق النساء»، حاضر فيها الأستاذ الدكتور/ حبيب الله حسن، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، وشارك فيها القارئ الشيخ/ كريم مسعود، والمبتهل الشيخ/ سمير زيدان، وقدَّمها الأستاذ/ علي حامد، عضو المركز الإعلامي للأزهر الشريف.

وخلال اللقاء، قال الدكتور/ حبيب الله حسن: إن رسالة النبي ﷺ هي رسالة عدل وإنصاف، جاء بها ﷺ لينصر كل مظلوم، ويقف بجوار الضعاف؛ لهذا عندما جاء النبي ﷺ برسالته وجد المرأة في حالة ترثى لها؛ فقام ﷺ بنصرتها؛ ليعيد إليها كرامتها التي امتهنتها يد الشرك والجهل الذي كان سائدًا آنذاك، ووصلت المرأة -بفضل رسول ﷺ في المجتمع- إلى مكانة عظيمة؛ فأسس لكل حقوق المرأة: وهي بنت، وهي زوجة، وهي أمٌّ، وقدَّم العديد من المواقف العملية في التعامل مع المرأة؛ ليكون هو ﷺ القدوة لنا في كيفية التعامل معها.

وبَيَّنَ الدكتور/ حبيب الله، أن النبي ﷺ انتقل بالمرأة من كونها سلعة تُباع وتُشترى، إلى إنسانة كريمة لها حقوقها وواجباتها؛ فمنحها حق التملك والتصرف في أموالها، شأنها في ذلك شأن الرجال، كما أن لها حق الميراث والمهر، وأوصى بحُسن التعامل معها، ومنع إيذائها، وحُسن تربيتها وتعليمها، وكرَّم من يُحسن إليها كأختٍ وبنتٍ؛ فقال ﷺ: "من كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، فأحسن صحبتهن، واتقى الله- فله الجنة" ولم يقصر النبي ﷺ في إنصاف المرأة على ذلك فقط، بل رفع مكانتها إلى مكانة عظيمة؛ حيث قال ﷺ في الحديث الشريف: "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وهذه المنزلة لا يمكن أن تُمنح للمرأة إلا لأنها تقوم بدور عظيم.

وأوصى الدكتور/ حبيب الله، بضرورة تطبيق الهدي النبوي في التعامل مع النساء؛ لأنه منهج شامل لا يقتصر على زمان أو مكان، بل يصلح للبشرية جمعاء. وأشار إلى أن هذا الهدي النبوي هو أساس إصلاح المجتمعات؛ حيث إنه يرفع من شأن المرأة ويُكرمها، ويمنحها حقوقًا لم تكن تتمتع بها من قبل، وعلينا أن نطبق وصيته ﷺ لنا: "فإنما بُعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين".

وفي ختام الأمسية، أكَّد الأستاذ/ علي حامد، على الدور العظيم الذي قام به النبي ﷺ لإنصاف المرأة، بعد أن وقعت -لقرون عدة- في براثن الظلم والتهميش، ولم يكتفِ ﷺ بإزالة الظلم عن المرأة، بل بنى مكانتها على أسس من الاحترام والتقدير، وجعلها نصف المجتمع الذي لا يكتمل دونه؛ فقال ﷺ: "النساء شقائق الرجال". هذه الأسس التي رسَّخها النبي ﷺ؛ أثبتت التجارب المعاصرة عظمتها من خلال التثبت أن تَقدُّم الأمم لا يمكن أن يتحقق إلا بتقدم المرأة. وما أحوج المجتمعات اليوم إلى تطبيق منهج النبي ﷺ في التعامل مع النساء، مضيفًا أن الواجب الذي يقع على عاتقنا -نحن أبناء هذه الأمة- أن نُطبِّق هذا المنهج؛ لنكون منارة هداية للعالم أجمع.
 

قراءة (28)/تعليقات (0)

كلمات دالة: