19 أكتوبر, 2016

مقال بعنوان "طرائف .. ومواقف" للشيخ/ عبد الحفيظ محمد عبد الحليم

مقال بعنوان "طرائف .. ومواقف" للشيخ/ عبد الحفيظ محمد عبد الحليم

للشيخ/ عبد الحفيظ محمد عبد الحليم

الله أرحم بعباده

رأى رسول الله ﷺ امرأة تضم طفلها إلى صدرها في حنان بالغ وحب عميق؛ فالتفت ﷺ إلى أصحابه، وقال لهم: «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار»؟ قالوا: لا والله يا رسول الله؛ فقال النبي ﷺ: «والله، لله أرحم بعباده من هذه المرأة بولدها» (رواه البخاري).

 

تميل أحيانا وتستقيم أحيانا

جاء رجل إلى الحسن البصري، فقال: يا أبا سعيد: ما تقول في رجل يذنب ثم يتوب؟ قال الحسن: لم يزدد بتوبته من الله إلا قربا. قال الرجل: ثم عاد في ذنبه ثم تاب؛ قال الحسن: لم يزدد بتوبته إلا شرفا عند الله تعالى، فإن مثل المؤمن مثل السنبلة تميل حينا وتستقيم أحيانا، ثم قرأ قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾                        (الأعراف: 201)

 

كيف الطريق إلى الله؟

سأل بعضهم يوما العارف بالله أبا علي الجوزجاني، كيف الطريق إلى الله؟! فقال: الطرق إليه كثيرة .. وأصح الطرق وأعمرها وأبعدها عن الشبه: اتباع السنة قولا وفعلا وعزما وعقدا ونية؛ لأن الله يقول:

﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾        (النور: 54)

فسألوه، وكيف الطريق إلى اتباع السنة؟!.

فقال: مجانبة البدع واتباع ما اجتمع عليه الصدر الأول من علماء الإسلام، والتباعد عن مجالس الكلام وأهله، ولزوم طريقة الاقتداء والاتباع. بذلك أُمر النبي ﷺ بقوله -عز وجل-:

﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ﴾                             (النحل: 123)

 

إلهي لا شريك لك ...

تعلق شاب بأستار الكعبة، وقال: إلهي لا شريك لك فيؤتى، ولا وزير لك فيرشى، إن أطعتك فبفضلك ولك الحمد، وإن عصيتك فبجهلي ولك الحجة علي، فبإثبات حجتك عليّ وانقطاع حجتي لديك إلا غفرت لي، فسمع من يبشره: بأنه عتيق من النار.

 

ما تشتهي؟

قيل إن سيدنا عثمان ] دخل يوما على الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ] يعوده في مرضه الذى مات فيه، فقال له: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال عثمان: فما تشتهي؟ قال ابن مسعود: رحمة ربي، قال عثمان: أفلا ندعو لك الطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: أفلا نأمر لك بعطاء؟ قال ابن مسعود: منعتنيه وأنا محتاج إليه وتعطينيه وأنا مستغن عنه، قال عثمان: يكون لبناتك من بعدك، قال ابن مسعود: لا حاجة لهن به، وقد تركتهن لخالقهن فهو عليم بأحوالهن.

 

حقــــا

الخير يبقى وإن طال الزمان به

والشر أخبث ما أوعيت من زاد

(عبيد بن الأبرص)

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي

حتى يواري جارتي مأواها

(عنترة بن شداد)

لا أسأل الناسَ عما في ضمائرهم

ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني

(ذو الإصبع العدواني)

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوما على آلة حدباء محمول

(كعب بن زهير)

ما عاتب الحر الكريم كنفسه

والمرء يصلحه الجليس الصالح

(لبيد بن ربيعة)

ومن تضحك الدنيا إليه فيغترر

يمت كقتيل الغيد بالبسمات

(أحمد شوقي)

 

أفضل العلم

سُئل قس بن ساعدة، وهو أحد خطباء العرب، وحكمائهم، وواحد من أصحاب الرأي والعقل فيهم: ما أفضل المعرفة؟ فقال: معرفة الرجل نفسه، قيل له: ما أفضل العلم؟ قال: وقوف المرء عند علمه، قيل له: فما أفضل المروءة؟ قال: استبقاء الرجل ماء وجهه.

كلمات ثلاث لا تصدر إلا من حكيم، ولا يعيها ويعرف قدرها إلا بصير، ولو تدبرها الناس حق تدبرها، وقدروها حق قدرها لظفروا منها بكنوز ثمينة تثري العقل، وتغني النفس، وتهذب السلوك.

 

لعله عقاب من الله

وقف أعرابي مشوه الفم أمام أحد الولاة يلقي قصيدة يمدحه فيها طلبا للمكافأة، ولكن الوالي لم يأمر بها، بل سأله: ما بال فمك معوجا؟ فقال الأعرابي: لعله عقاب من الله، فقال الوالي: ولأي شيء عاقبك الله؟

قال الأعرابي: لكثرة ما كذبت عليه بالثناء الباطل على بعض الناس.

 

أعجب العجب

دخل رجل على قوم، فقال أحدهم: ما في الدنيا أعجب من فلان؛ ترمي بخاتمك في الهواء، فإن شئت أتاك به، وإن شئت بغيره، فقال: أنا أريكم ما هو أعجب من هذا، وهاتوا خواتيمكم، فأخذها كلها فجعلها في أصابعه وجعل يمشي القهقرى ويصفر، وينظر إلى عين الشمس حتى غاب عن أعينهم، فطلبوه فلم يجدوه، فقالوا: هذا والله أعجب العجب.

 

للناس أعين

للإمام الشافعي رضوان الله عليه:

وعينك إن أبدت إليك معايبا

فصنها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

وفارق ولكن بالتي هي أحسن

دعـــــاء

اللهم بارك لنا في ذكرك، ولا تشغلنا بغيرك، ووفقنا لحمدك وشكرك، وأدم علينا عفوك وسترك.

قراءة (10962)/تعليقات (0)

كلمات دالة: