في إطار متابعة مرصد الأزهر لمكافحة التطرف لما يقوم به الكِيان الصهيوني من انتهاكات وأعمال بربرية وتهجير وتشريد لأبناء الشعب الفلسطيني؛ تابعت وحدة الرصد باللغة العبرية ما قامت به قوات الاحتلال من قمع سكان قريتي "خان الأحمر" و"أبو الأنوار" في الضفة الغربية؛ حيث شرَعت قوات جيش الكِيان الصهيوني المحتل صباح أمسِ الأربعاء في تنفيذ قرار محكمة الكِيان الصهيوني العليا، بإخلاء قريتي "خان الأحمر" و"أبو الأنوار" وهدمهما وتهجير سكانهما.
تقول التفاصيل" إن قوات جيش الاحتلال وصلت إلى قرية "خان الأحمر" وبرفقتهم جرّافات وهرّاسات لتعبيد الطرق المؤدية إلى القرية لدخول الآلات الثقيلة للقرية ومحاصرتها؛ وذلك لهدمها وتشريد أهلها وإنشاء مستوطنة إسرائيلية على أرضها، كما تعتزم قوات جيش الاحتلال تنفيذ عمليات الإخلاء الجمعة المقبلة.
وفي وقتٍ سابق، صرّح جيش الاحتلال أنه جارٍ اتخاذ تدابير لـ "نسف خان الأحمر" من على الخريطة!
وخلال قيام قوات الاحتلال بعمليات محاصرة القرية وتجريف بعض المنازل، حاول سكان القرية تعطيل تلك العمليات وإقامة الحواجز، وانضم إليهم عشرات النشطاء الفلسطينيين والإسرائيليين -الرافضين لذلك القرار- إضافةً إلى نشطاء دوليين، واستدعت شرطة الكِيان الصهيوني قواتٍ خاصةً، وأخْلت الحواجز بالقوة، وقامت باعتقال العشرات من سكان القرية، من بينهم فتاةٌ -تبلغ من العمر 20 عامًا- تمّ الاعتداء عليها وسحْلها وخلع حجابها، وتمّ اعتقال عمِّها الذي حاول إنقاذها.
كما تمّ اعتقال مدير جمعية "بتسيلم" (مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة)، كريم جبران، إثرَ تسجيل أعمال العنف والإرهاب من قِبَل قوات الكِيان الصهيوني، وتمّ اطلاق سراحه في المساء، وظلّ الآخرون في المعتقل.
وأثناء المواجهات بين سكان القرية وقوات الكِيان الصهيوني، أصيب مصوِّرٌ صحفي فلسطيني إصابةً خفيفة، وتمّ الاعتداء على مصوِّرٍ آخَرَ تابعٍ لوكالة أنباء أجنبية، وكُسِرت عدسته على أيدي القوات الصهيونية.
وطبقًا للهلال الأحمر الفلسطيني؛ فقد تَلَقّى 35 مصابًا الرعاية الطبية على أيدي الطاقم الطبي، وتمّ احتجاز 4 جرحى، وتمّ اسعاف آخرين في المكان.
وقد أفادت مصادرُ عبريةٌ؛ أن دولًا أوروبية تتحالف للوقوف في وجه قرار الكِيان الصهيوني بهدم "خان الأحمر"؛ حيث أدانت بريطانيا، وفرنسا، وإيرلندا ما قامت به إسرائيل أمسِ الأربعاء، ومن المتوقع أن تنضم إليهن دولٌ أخرى.
كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التقارير الواردة، التي تفيد عزْم السلطات الإسرائيلية هدْمَ تجمُّع "خان الأحمر".
وأوضح بيانٌ أصدره مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان؛ أن "هذا التجمُّع يسكنه 181 شخصًا، أكثر من نصفهم من الأطفال، مشيرًا إلى أن "خان الأحمر" هو واحدٌ من 46 تجمُّعًا بدويًّا وسط الضفة الغربية مُعَرَّضٍ لمخاطر النقل الإجباري القسري؛ بسبب البيئة الناجمة عن السياسات والممارسات الصهيونية التي تُجبِر الناسَ والمجتمعاتِ على التنقُّل".
وأشار البيان إلى أنه "على مدى أكثر من عشرة أعوام قاوم سكان خان الأحمر، لمنع جهود نقلهم لإفساح المجال للتوسع الاستيطاني".
وذكر الوزير البريطاني لشئون الشرق الأوسط؛ أن بلاده احتجّت أمام إسرائيلَ فيما يتعلق بهذه الخطوة.
وقال الوزير أليستير بورت، في نقاشٍ برلماني: إن "ممثلًا بريطانيًّا كان موجودًا في القرية عندما بدأت الجرّافات بالعمل نحو الإخلاء".
وأكد: "أننا نستهجن ونُدين هذه الخطوة التي تُقوِّض احتمالاتِ حلّ الدولتين في المستقبل"، وأضاف: أن السفير البريطاني لدى إسرائيل، دافيد كوري، أعرب الاثنين الماضيَ عن احتجاج المملكة أمام مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات".
ومن جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفرنسية هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مناطقَ سكنيّةً في قرية "أبو نوار" الفلسطينية بالضفة الغربية، كما أعربت عن قلقها البالغ إزاء الوضع الراهن في قرية "خان الأحمر"، والتي تنوي سلطات الاحتلال هدمها.
وقالت الخارجية الفرنسية في بيانٍ صدر عنها اليوم: إن التدابير التي يمارسها الجيش الإسرائيلي والمخاوف الناتجة عنها، تؤدّي إلى تدهور الظروف المعيشية لسكان قريتي "أبو نوار" و"خان الأحمر".
ودعت فرنسا السلطاتِ الإسرائيليةَ إلى عدم تنفيذ أوامر الهدم التي تستهدف المساكن البدوية في الضفة الغربية، وإلى الامتناع عن اتّخاذ أيّ تدبيرٍ من شأنه توسيع نطاق الاستيطان المخالف للقانون الدولي أو تعزيز استدامته، وَفْقَ ما شدّد عليه القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وفي السياق ذاته، أدان وزير خارجية إيرلندا، سيمون كوفيني، قرار إسرائيل قائلًا: "إن تهجير العائلات وهدم منازلهم لهما صدًى أليمٌ في تاريخ إيرلندا، وهذه الأعمال التي ترتكبها إسرائيل ليست جديرةً بها".
يسعى الكِيان الصهيوني بكل ما أوتي لتوسيع رقعته الاستيطانية وتهويد المدن والقرى الفلسطينية، وينتهج سياساتٍ غيرَ شرعية، وينتهك كل القوانين الدولية لتنفيذ مآربه، واليومَ هو أمام قرية "خان الأحمر"، تلك القرية البدوية التي تقع في موقعٍ إستراتيجي؛ حيث تقع بين مستوطنتين إسرائيليتين.
ويعيش في القرية مئاتٌ من الفلسطينيين الذين يعانون من الظروف المعيشية الصعبة، حيث يعيش السكان في فقرٍ مُدْقِع، بدون بِنْيَةٍ تحتيّة؛ وذلك بسبب رغبة الكِيان الصهيوني في إخلائهم جَبْرًا.
لقد أصبح "خان الأحمر" رمزًا للقرى البدوية بالضفة الغربية، وقد احتج المجتمع الدولي، لا سيما أوروبا والولايات المتحدة في ظل حكم أوباما، في وقتٍ سابق على نية الكِيان الصهيوني لإخلاء القرية وتهجير أبنائها.
ويُدين "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" ما يقوم به الكِيان الصهيوني المغتصِب؛ من قهرٍ وإذلالٍ للفلسطينيين وتشريدهم وتهجيرهم ومصادرة أراضيهم والبناء عليها مستوطناتٍ، مخالِفًا بذلك كل القوانين والمواثيق الدولية.
إن هذه الأعمال الوحشية والقمعية التي يقوم بها الكِيان الصهيوني تُجاهَ الفلسطينيين لَهي نكبةٌ جديدة لأبناء الشعب الفلسطيني المناضل، فالتاريخ يتكرر!! فمنذ عام 1948م والكِيان الصهيوني لا يتوانى عن تهجير الفلسطينيين وتشريدهم، وإقامة مستوطنات على أنقاض قراهم.
ويؤكّد "مرصد الأزهر" أن الشعب الفلسطيني له كل الحق في هذه الأرض، وأن العدوان الصهيوني مرفوضٌ إلى الأبد، وهو زائلٌ لا محالة.
ويناشد "مرصد الأزهر" المجتمعَ الدولي لاتخاذ قراراتٍ من شأنها ردْعُ هذا العدوان الغاشم، والتدخل لإيقاف تلك الانتهاكات والأعمال القمعية المستمرة في حقّ الشعب الفلسطيني.