03 فبراير, 2020

الصدى الإعلامي لـ "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي" في بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية

الصدى الإعلامي لـ "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"  في بعض وسائل الإعلام العربية والعالمية

سلّطت وسائل الإعلام العربية والعالمية الضوء على "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"، والذي عقد يومي الإثنين والثلاثاء 2 و3 جمادى الآخرة 1441 هـ، الموافقين 27 و28 يناير 2020م، بمشاركة كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، إلى جانب ممثلين من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي.

وركّز التناول الإعلامي على المحاور الرئيسية للمؤتمر، والتي ارتكزت على أُطر مفاهيم التجديد وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.

وانطلاقًا من أهمية الدور المنوط به، قام مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بمتابعة الصدى الإعلامي للمؤتمر في وسائل الإعلام العربية والعالمية المتنوعة؛ إيمانًا منه بأهمية هذا المؤتمر في وقت تتصاعد فيه حدة "الإسلاموفوبيا" وربط الكثيرين بين أفعال التيارات المتطرفة والجماعات الإرهابية وبين أحكام الشريعة والمسلمين على حد سواء.

وسائل الإعلام العربية

احتفت وسائل الإعلام العربية بـ "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"، وجاء في مقدمة تلك الوسائل "الصحف المصرية" التي سلّطت الضوء على محاور المؤتمر وأعماله منذ اللحظة الأولى لانطلاقه، وزاد اهتمامها بالمؤتمر بعد النقاش العلمي الذي دار بين فضيلة الإمام الأكبر ورئيس جامعة القاهرة.

الصحف المصرية

ونعرض هنا أهم الصحف المصرية التي عرضت فعاليات المؤتمر ونتائجه، ونبدأ بصحيفة "الأهرام" التي تضمنت عدة عناوين أبرزها: "29 مسألة جدلية يحسمها شيخ الأزهر في البيان الختامي لمؤتمر تجديد الفكر الإسلامي".

أما جريدة "أخبار اليوم" فجاء في بعض عناوينها: "تجديد الخطاب الديني" للكاتب محمد بركات الذي أشاد خلاله بالمؤتمر واجتماع علماء الإسلام تحت مظلة الأزهر في مصر. كما نقلت الجريدة تصريحًا للوزير عمرو موسى الذي جاء فيه: "مؤتمر الأزهر للتجديد يُعد نضالًا لحماية الفكر الإسلامي"، إلى جانب نشر مقال آخر بعنوان "المرأة العربية تشارك في مؤتمر الأزهر حول التجديد في الفكر الإسلامي".

ولم تخل صفحات جريدة "الجمهورية" من نشر عدد من التصريحات حول المؤتمر، ولعلّ أبرزها ما قاله وائل أبو شوشة: "حديث شيخ الأزهر عن تجديد الخطاب الديني شهادة للتاريخ"، وكذلك ما جاء بعنوان: "المجلس الإسلامي بتونس: الأزهر يقود جهودًا رائدة في تقديم ونشر حقيقة الإسلام". كما نشرت بعض الصحف مقتطفات  من كلمات ضيوف مصر والأزهر ممن حضروا فعاليات المؤتمر، مثل ما جاء بـ "اليوم السابع" تحت عنوان: "رئيس أوقاف الإمارات: الأزهر سفينة الاعتدال في بحر أزمات تتعرض لها الأمة".

الصحف السعودية

واستمرارًا لتغطية مرصد الأزهر لما جاء في وسائل الإعلام العربية، ننتقل إلى الصحف السعودية التي اهتمت بفعاليات المؤتمر؛ نظرًا لمشاركة وفد سعودي رفيع المستوى على رأسه وزير الشئون الإسلامية الدكتور/ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ؛ ففي صحيفتي "عكاظ" و"الوطن" تم الاهتمام بالكلمة التي ألقاها وزير الشئون الإسلامية السعودي في المؤتمر، والتي أكد خلالها أن تجديد الخطاب الديني إعمال للشرع وليس بدعة.

بدورها، تطرقت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى الحوار الذي دار بين شيخ الأزهر والدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة خلال المؤتمر.

الصحف الإماراتية

وبالانتقال إلى الصحف الإماراتية، نجد عددًا من العناوين نشرتها صحيفتا "العين" و"البيان"، إضافة إلى وكالة "أنباء الإمارات"، والتي منها:

ـ "التجديد لازم من لوازم الشريعة الإسلامية لمواكبة مستجدات العصور"

ـ "رئيس أوقاف الإمارات: الأزهر سفينة اعتدال تسير بعقول الحكماء"

ـ "لبنى القاسمي في مؤتمر الأزهر العالمي: الإمارات دعمت المرأة سياسيًّا"

ـ "مفتي مصر: الأزهر حصن منيع ضد الجماعات الضالة وأفكارها"

صحف المغرب العربي

تابعت الصحافة التونسية ما دار خلال فعاليات المؤتمر، حيث نقلت صحيفة "خبر اليوم" التونسية عددًا من ردود الأفعال مثل "محمود سعد: عندما يتحدث شيخ الأزهر يجب الإنصات له".

كما اهتمت الصحافة المغربية بالمؤتمر، وهو ما تجسد فيما نشرته صحيفة "المغرب اليوم" تحت عنوان: "ناقش علماء من 46 دولة عربية وإسلامية في الأزهر قضايا التجديد في الفكر"، و"شيخ الأزهر: التيار الإصلاحي الوسطي جدير وحده بمهمة التجديد" ناقلًا بعد الاقتباسات من كلمة فضيلة الإمام الأكبر في المؤتمر.

وكذلك الأمر بالنسبة لبعض الصحف الليبية التي ركزت على كلمة شيخ الأزهر خلال المؤتمر والبيان الختامي.

الصحف الفلسطينية

تناولت الصحف الفلسطينية باهتمام فعاليات المؤتمر، خاصة مع تسلم الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك، درعًا تقديريًّا من رئيس الوزراء المصري المهندس مصطفى مدبولي نيابة عن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ تقديرًا له وتعبيرًا عن احترام مكانته ومواقفه المشرفة، وذلك وفق ما نقلته جريدة "دنيا الوطن".

وفي العالم الافتراضي، حظي المؤتمر باهتمام ملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي بالوطن العربي والإسلامي، وهو ما تمثل في رواج هاشتاج "#شيخ_الأزهر"، و"#أحمد_الطيب" على "تويتر" و"فيس بوك".

وسائل الإعلام العالمية:

تنوعت التغطية الإعلامية في هذه الوسائل؛ ففي الوقت الذي عرض بعضها محاور المؤتمر وبيانه الختامي، أشارت غيرها إلى تكريم عدد من الشخصيات المؤثرة في الفكر الإسلامي إلى جانب عرض مقتطفات من كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء المصري.

كما تناولت بعض الوسائل العالمية إعلان شيخ الأزهر عن إنشاء مركز التراث والتجديد، وكذلك النقاش العلمي الذي دار بين فضيلته ورئيس جامعة القاهرة .. وإليكم التفاصيل:

السياق الإنجليزي

نجد أن جريدة “Arab News” الدولية الناطقة باللغة الإنجليزية سلطت الضوء على تكريم السيد مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المصري لوزير الشؤون الإسلامية السعودي سعادة السيد عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ نيابة عن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية؛ لجهوده في تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام.

أما صحيفة "الشرق الأوسط" الدولية الناطقة أيضًا بالإنجليزية، نشرت جزءًا من خطاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ألقاه نيابةً عنه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حيث اهتمت الصحيفة بقوله: "إن أي تقاعس أو تراخي عن الاهتمام بهذا الأمر من شأنه ترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء من غير المتخصصين ليخطفوا عقول الشباب ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم الفهم الخاطئ المنحرف في تفسير القرآن الكريم، والتشويه المتعمد للسُنة المطهرة".

كما أوردت صحيفة "Egypt Independent" مقتطفات من خطاب السيد رئيس جمهورية مصر العربية في المؤتمر، إلى جانب أجزاء من النقاش العلمي الذي دار بين شيخ الأزهر الشريف ورئيس جامعة القاهرة حول "التجديد".

وفي نفس السياق، طالعتنا جريدة "جاكرتا بوست" اليومية الناطقة باللغة الإنجليزية بخبر عنوانه: "العالم الإندونيسي البارز قرشي شهاب يحصل على جائزة مصرية"، حيث تطرقت الجريدة إلى لحظة تكريم العالم الإندونيسي قرشي شهاب من قبل الحكومة المصرية؛ لدوره الكبير في إصلاح الفكر الإسلامي.

وذكرت الجريدة الإندونيسية أن "قرشي" المعروف بوسطيته واعتداله والذي درس في الأزهر الشريف بالقاهرة، كان قد أسس مركز الدراسات القرآنية في إندونيسيا، كما أوردت تصريحات لمدير المركز مخلص حنفي، والتي جاء فيها: "إن هذا التكريم بمثابة تكريم للفكر الإسلامي في إندونيسيا، ليس فقط من الحكومة المصرية بل من الأزهر الشريف، وهذا التكريم سيحفزنا على نشر الفكر الوسطي السمح عن طريق التجديد في الفكر الإسلامي بما يقوم على أساس القرآن الكريم والسنة".

السياق الإسباني

على جانب آخر، عرض موقع "مونيتور دي أورينتي" Monitordeoriente، إشادة شيخ الأزهر الشريف أ.د/ أحمد الطيب وشكره لحكومة "جامبيا"؛ لعرضها قضية "الروهينجيا" أمام محكمة العدل الدولية وإدانتها لجرائم القتل والانتهاكات والإبادة الجماعية والتهجير ضد مسلمي الروهنجيا.

وأشار الموقع أيضًا إلى كلمة مفتي جمهورية مصر العربية أ.د/ شوقي علام، حول أهمية تسليط الضوء على هذا الحدث وأن عدم الاكتراث له يعد إهمالًا من قبل المجتمع الدولي تجاه القضية، كما طالب مفتي الجمهورية، علماء المسلمين بمناقشة تجديد الفكر الإسلامي دون المساس بالثوابت والقيم الإسلامية واصفًا هذه الخطوة بأنها ذات أهمية قصوى.

أما موقع "عالم الإسلام" الصادر بالإسبانية فقد لفت إلى مشاركة نخبة من العلماء من 46 دولة إسلامية في المؤتمر تحت رعاية الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"؛ للحديث عن قضية التسامح في الإسلام ودحض الأفكار المتطرفة والتجديد في الفكر الإسلامي وغيرها من القضايا المهمة.

السياق الألماني

 بالانتقال إلى الصحف والمواقع الإخبارية الناطقة باللغة الألمانية، نجد من بينها أن موقع الإذاعة الألمانية "دويتشلاند فونك" deutschlandfunkkultur، جاءت تغطيته للحدث تحت عنوان "الأزهر يناقش التجديد في الفكر الإسلامي"، وكذلك الأمر بالنسبة للموقع الكاثوليكي السويسري.

ولم يتغير الأمر كثيرًا في تغطية موقع "قنطرة" الناطق بالألمانية للحدث حيث جاء الخبر به تحت عنوان "شيخ الأزهر يدعو إلى التعاون بين الأديان"، في حين تناول "موقع الإسلام" islam.de التابع للمجلس المركزي للمسلمين بألمانيا الحدث تحت عنوان: "الأزهر يناقش ما أسئ فهمه من أمور الإسلام".

واكتفت هذه المواقع بعرض محاور المؤتمر ومناقشته لقضايا مثل التسامح في الإسلام ومكافحة الأفكار المتطرفة وتجديد الخطاب الديني، ودحض المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدينية والأكاديمية والدولية.

السياق الفرنسي

ونستمر في رصد تغطية بعض وسائل الإعلام العالمية لفعاليات المؤتمر .. وننتقل إلى تلك الناطقة باللغة الفرنسية فقد ركزت جريدة "البروجريه إيجيبسيان" على البيان الختامي للمؤتمر وتأكيد فضيلة الإمام الأكبر على قدرة العلماء المصلحين على تجديد الفكر الديني، وأن الانفتاح الحضاري يجهض التيار الظلامي والتعصب.

كما تناولت الجريدة المصرية الناطقة بالفرنسية إعلان فضيلة الإمام الأكبر عن إنشاء مركز الأزهر للتراث والتجديد، والذي سيضم كوكبة من العلماء المصريين وغير المصريين وعددًا من المتخصصين الراغبين في المساهمة في تجديد الفكر الإسلامي.

السياق السواحيلي

أشادت القناة الفضائية للمجلس الأعلى لمسلمي تنزانيا (BAKWATA TV)، بحرص فضيلة الإمام الأكبر، على دعوة كبار علماء الأمة الإسلامية ومن بينهم الشيخ/ صالح عمر كعبي، مفتي زنجبار بتنزانيا؛ لمناقشة قضية تجديد الفكر الإسلامي بما يتوافق ومقتضيات الواقع المعاصر. كما عرضت القناة البيان الختامي للمؤتمر والذي ألقاه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

وأخيرًا ..

بعد هذا العرض الموجز، يمكن القول بأن مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي حظي باهتمام عربي وعالمي واسع لأهمية محاوره في وقت تتزايد فيه الاتهامات للمسلمين بالتطرف والتشدد؛ نتيجة لأفعال جماعات العنف الإرهابية التي أصبحت وباء يعاني منه المسلمون قبل الآخرين، وهو ما زاد من حدة ظاهرة "الإسلام فوبيا" في العالم أجمع.

وبناء على ذلك، يُثمن مرصد الأزهر لمكافحة التطرف انعقاد هذا المؤتمر تحت الرعاية الكريمة من رئيس الجمهورية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والاهتمام الذي أولاه فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب بالمؤتمر؛ لدحض ما ينادي به أعضاء الجماعات المتطرفة من تشدُّد وقتل وعنف بما يخالف ما دعانا إليه الله ــ عز وجلــ ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لإرساء مبادئ السلام والتعاون والمودة بين الشعوب.

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

قراءة (6076)/تعليقات (0)

كلمات دالة: مرصد الأزهر