Al-Azhar Portal - بوابة الأزهر - داعش بين خسارة الداخل والتمدد في الخارج
الثلاثاء 23 04 2024 23 21 42 | 23 أبريل 2024 م

داعش بين خسارة الداخل والتمدد في الخارج
Sameh Eledwy

داعش بين خسارة الداخل والتمدد في الخارج

منذ ظهوره يحاول تنظيم داعش الإرهابي التمدد قدر المستطاع على كافة الأصعدة، ما بين التمدد الجغرافي الذي شمل أراض من سوريا والعراق، ثم محاولة زرع عناصر تابعة له في مختلف بلدان العالم الإسلامي، الأمر الذي نلحظه جليًا في مجلته الصادرة باللغة الإنجليزية "دابق" في عددها الخامس حيث عرض العدد لمبايعات عدة جماعات للتنظيم في الجزائر وليبيا ومصر وغيرها؛ ثم كان التمدد المعنوي باختلاق فكرة الدولة لتوحي بمدى قوة التنظيم ونموه، ثم العمليات الخارجية في أوروبا  لذلك لم يكن مستغربًا أن يجيء نفس عدد دابق المشار إليه تحت عنوان "باقية وتتمدد".

لكن يبدو أن هذا ليس هو الوضع الحالي، حيث أشارت الأخبار الواردة هذا الأسبوع -والفترة الماضية بوجه  عام- إلى تراجع التنظيم حتى على الاعتبار الجغرافي حيث تتكبد داعش الكثير من الخسائر، وتخسر العديد من الأراضي، فعلى سبيل المثال أورد موقع BBC (18 مايو) على لسان حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي أن القوت العراقية استعادت سيطرتها علي مدينة الرطبة من تنظيم داعش، وأضاف العبادي أن بعضًا من مقاتلي العشائر بالإضافة إلى قوات التحالف الأمريكية تمكنوا من رفع العلم العراقي على مدينة الرطبة. وجدير بالذكر أن مدينة الرطبة كانت تعد منطقة دعم إستراتيجي لتنظيم داعش، يستخدمها لإعداد القوات التي يرسلها إلى جبهات القتال في الشمال والشرق, وقد استولى التنظيم الإرهابي على هذه المدينة منذ ما يقرب من عامين.

داعش والتراجع

إذًا تتراجع داعش على أرض الواقع، وهذا ما تؤكده التصريحات الصادرة عن التحالف الدولي، حيث نشر موقع dailymail يوم 16 مايو خبرًا بعنوان "بريت ماكغورك: داعش يفقد سيطرته على الشرق الأوسط وخلافته "المزعومة" جاء فيه أن المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للتحالف الدولي لمكافحة داعش، بريت ماكغورك صرح في مؤتمر صحفي بأن تنظيم داعش يفقد سيطرته على المناطق التي يسيطر عليها في الشرق الأوسط وأن خلافته المزعومة تتقلص، وأوضح أيضا بأن الانحسار الداعشي طال الفكر المتطرف نفسه حيث بدأت معركة الوعي تؤتي ثمارها. وقد أشاد بدور حكومات الأردن والإمارات وماليزيا في دعمهم للدعاية المضادة لما ينشره تنظيم داعش، وأضاف أن شركات "السوشيال ميديا" تشارك في هذا الدعم مشيرًا إلى أن شركتي فيسبوك ويوتيوب تشاركان في الحملة المضادة للتنظيم، لافتًا النظر إلى أنه يوجد مقابل كل حساب يدعم داعش 6 حسابات تفند أقاويله وتظهر كذبها. وذكر بريت ماكغورك بأن بلاده شنت هجمات قرصنة على مواقع التنظيم الإلكترونية وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مطلع هذا العام، وذلك لتمنعه من استخدامها في الترويج لأفكاره وتجنيد آخرين. وتجدر الإشارة إلى التنظيم يخسر أراض كثيرة من التي يسيطر عليها في سوريا والعراق رغم أنه يتقدم نسبيًا في دول مثل ليبيا.

وفي السياق ذاته أورد موقع ABC NEWS أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية صرح أن داعش فقد ما يقرب من 40 في المائة من الأراضي التي استولى عليها في العراق، وحوالي 10 في المائة من الأراضي في سوريا.

 

محاولة داعش للتعويض

وربما يكون من المعقول في ضوء هذه التصريحات أن نفهم بعض الأخبار الأخرى الخاصة بداعش، حيث تصبح هذه الأخبار محاولة من التنظيم لتعويض هذه الخسائر.

وحسب الأخبار الواردة تتنوع سبل داعش في محاولة مواجهة هذا التراجع كالتالي:

  • تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية: تحاول داعش تنفيذ هذه العمليات بكثرة حاليًا لإثبات تواجدها وانها لا تزال تسيطر على الموقف. وفي هذا السياق نشر موقع Associated press يوم 18 مايو مقالًا  بعنوان "قائد القوات الأمريكية: داعش ترجع إلى أساس نشأتها" جاء فيه أن قائد القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط صرح يوم الأربعاء أن سلسلة الهجمات التي شنها تنظيم "داعش" في بغداد وحولها قد يكون علامة على أن هذه الجماعة الإرهابية بدأت تعود إلى أساس نشأتها كمقاتلين إرهابيين، وأضاف أن هذا لا يعني أن داعش تخلت عن طموحها لإقامة ما يسمى بالخلافة. لكنه قال إن هذا الأمر يمثل منعطفًا جديدًا في إستراتيجية داعش التي تهدف إلى تحويل الانتباه عن الخسائر التي أصابتها في المعركة الأخيرة، وأردف أن الهجمات التي هزت بغداد خلال الأسبوع الماضي، وأسفرت عن مقتل نحو 200 مدني، هي مثال على الطبيعة الديناميكية للحرب وقال "علينا احترام أعدائنا واحترام قدراتهم على التكيف والانضباط في ساحة المعركة", وجدير بالذكر أن داعش خسرت ما يقرب من أربعين بالمائة من الأراضي التي استولت عليها في العراق.
  • اللعب على وتيرة استقطاب النساء

أورد موقع express خبرًا بعنوان "تنظيم داعش يستهدف إنشاء مواقع تعارف لجذب زوجات للجهاديين في سوريا" يفيد قيام تنظيم داعش بإنشاء مواقع تعارف لجذب زوجات للجهاديين في سوريا والعراق. وجدير بالذكر أن هذا التنظيم قام بتأسيس شبكة دعاية عبر منصات شبكات التواصل الاجتماعي بما في ذلك تليجرام وتويتر وفيسبوك. هذا وقد بدأ مستقطبو داعش في إنشاء موقع تعارف باللغة العربية لتشجيع النساء المسلمات على الزواج من المقاتلين.

  • استقطاب المقاتلين الأجانب:

لعل أبرز خطوات داعش هي محاولة جذب العديد من الأجانب إليها إما لتكثير عددها وإما لفتح جبهات أخرى خارجية لها تستطيع من خلالها تنفيذ مخططاتها. فعلى سبيل المثال أورد موقع Independent يوم 17 مايو خبرًا بعنوان "وزير خارجية صربيا: حوالي 900 من كوسوفو انضموا للقتال في صفوف داعش" جاء فيه أن وزير الخارجية الصربي صرح أن حوالي 900 من المواطنين بكوسوفو انضموا للقتال في صفوف داعش, وأضاف بأن هذا الرقم يعادل ثلاث أضعاف الأرقام الرسمية المعلن عنها. وصرح أيضًا إلى وكالة أنباء "TASS" بأن الوضع يزداد سوءًا في كوسوفو, وذلك لانتشار الفكر المتطرف والأيديولوجيات المتطرفة.

 

إذا هل تنجح داعش في مواصلة مقاومتها لهجمات التحالف؟ وهل تستطيع فتح جبهات خارجية أخرى تنفذ من خلالها عمليات إرهابية أخرى، أم أنها ستنكسر أمام هذا الهجوم؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة...

وحدة رصد اللغة الإنجليزية

الموضوع السابق عندما يتحول التمييز العنصري إلى إبادة جماعية!
الموضوع التالي ظاهرة الإسلاموفوبيا بين سلبية فرنسا وإيجابية إيطاليا
طباعة
3255

حقوق الملكية 2024 الأزهر الشريف
تصميم وإدارة: بوابة الأزهر الإلكترونية | Azhar.eg