في تقريره الشهري .. مرصد الأزهر: أكثر من 3,000 مستوطن اقتحموا الأقصى المبارك خلال نوفمبر
أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريره الشهري حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقال المرصد: إن نحو 3,063 صهيونيًّا قد اقتحموا ساحات «الأقصى» خلال شهر نوفمبر الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
كما شهد نوفمبر الماضي مخطط استهداف شرس تضافرت فيه جهود سلطات الاحتلال مع جماعات الهيكل "المزعوم" ومنظماته المتطرفة، في سعي خبيث لربط المسجد الأقصى المبارك بالنشء الصهيوني، واختلاق رواية باطلة حول أحقية الصهاينة ببناء هيكلهم "المزعوم" على أنقاض الأقصى، وفرض تدريسها داخل مدراس وزارة التعليم التابعة للكيان الصهيوني.
ففي الـ18 من نوفمبر أوصت لجنة التعليم بالكنيست الصهيوني بإدراج المسجد الأقصى المبارك موقعًا إلزاميًّا على جدول الجولات الإجبارية في المدارس التابعة لوزارة التعليم في حكومة الاحتلال، وشملت التوصية كذلك دمج مادة دراسية إجبارية عن الأقصى المبارك في دروس التاريخ بالمدارس، بعدما كان يُدرّس في مواد اختيارية. وأمهلت اللجنة وزارة التعليم 8 أسابيع للخروج بالاستنتاجات والإجراءات المطلوبة.
وجاءت توصيات اللجنة بالتنسيق مع منظمات الهيكل المزعوم وجماعاته المتطرفة؛ إذ صدرت تلك التوصية عقب جلسة عقدتها اللجنة برئاسة عضو الكنيست المتطرف "شارن هسكل"، وشارك في النقاش عدد من الناشطين المتطرفين داخل منظمات الهيكل.
وفي السياق نفسه، عقد وزير الشئون الدينية داخل حكومة الاحتلال، "ماتان كاهان" لقاءً موسعًا مع منظمات الهيكل، حيث طالبته فيه منظمة "بيادينو" المتطرفة بفتح الأقصى في جميع أيام رمضان أمام اقتحامات الصهيونية، ما يسمح لهم بتنفيذ اقتحامات ضخمة في عيد الفصح الصهيوني، والذي سيكون في الأسبوع الثالث من شهر رمضان المُعظم، واقترحت المنظمة -أيضًا- تخصيص المزيد من أبواب الأقصى لاقتحامات المستوطنين، وتعديل ما يُسمى "قانون الأماكن المُقدسة الصهيوني"، ليشمل الأقصى المبارك باعتباره معلمًا دينيًّا يهوديًّا إلى جانب حائط البراق.
ووصل التجرؤ الصهيوني على أولى القبلتين مبلغه عندما طالبت منظمة "نساء من أجل الهيكل" بإغلاق الأقصى أمام المسلمين في الأعياد الصهيونية، وفتح الأقصى يوم السبت أمام المستوطنين، وزيادة ساعات الاقتحام، وتغيير اسم باب المغاربة وتسميته "بوابة هليل".
هذا وتزامنت أبرز الاقتحامات الصهيونية مع بداية ما يُطلق عليه "عيد حانوكاه"، والذي بدأ من مساء 28 نوفمبر واستمر حتى 6 ديسمبر، حيث شهد اقتحام أعداد كبيرة من المستوطنين، ورفع بعضهم لافتات كُتب عليها: "جئنا لنطرد الظلام".
وعلى الصعيد الرسمي، شارك في تلك الاحتفالات رئيس وزراء الاحتلال، نفتالي بينت، ووزير الدفاع، والحاخام الأكبر للكيان الصهيوني "ديفيد لاو"، وعدد من المسئولين الصهاينة.
وينبّه المرصد أن سلطات الاحتلال لم تتوقف عن حفر الأنفاق، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًّا على الأقصى المبارك، وظهرت بعض من نتائجها في نوفمبر الماضي، عندما وقع انهيار جزئي في منطقة باب الحديد في الواجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك.
وفي الختام، يؤكد مرصد الأزهر أن الهجمة المستعرة، التي تشنها سلطات الاحتلال بالاشتراك مع الجماعات والمنظمات الصهيونية المتطرفة، على المسجد الأقصى المبارك، وصلت إلى مرحلة خطيرة جدًّا، تتطلب التحذير من تداعياتها على الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتستوجب التدخل الفوري لوضع حدٍّ لها وإنقاذ الأقصى من براثن الاحتلال.
ويحذر المرصد من مخاطر محاولات الكيان الصهيوني خلق رواية صهيونية مزيفة حول أحقيتهم في المسجد الأقصى وبناء هيكل مزعوم على أنقاضه، وترسيخها في عقول الأطفال داخل مدارس الاحتلال، مشددًا على أن تلك الروايات الكاذبة المُضللة تُكذبها الحقائق التاريخية وتفندها النصوص الدينية؛ فالأقصى كان وسيظل مسجدًا إسلاميًّا خالصًا، ولا يُمكن قبول أي مساس بوضعه الحالي القائم.
687