مرصد الأزهر يهنئ الأخوة المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد ويؤكد: الترويج لرفض التهنئة بأعياد الميلاد المجيد يستند على مفاهيم مغلوطة تحت ستار الدين
- الاستدلال بأقوال مكذوبة على العلماء وتفسيرات متشددة لنصوص الشريعة وجهل الناس بمسائل الشريعة مدخل المتطرفين للتكفير والتضليل
- على مسلمي الأمة الالتزام التام بما تصدره المؤسسات الرسمية من فتاوى شرعية وآراء فقهية مع حُسن الظن بعلماء الأمة لمواجهة الأفكار المتطرفة
يتجدد الجدال والخلاف حول تهنئة الأخوة المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد مع قرب نهاية كل عام، وهو الجدال الذي حسمه الأزهر الشريف منذ أمد بعيد، ومؤخرًا تجلى هذا الحسم في تهنئة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، التي وجهها للبابا فرنسيس، والبابا تواضروس، ورئيس أساقفة كانتربري د. جاستن ويلبي، وبطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والإخوة المسيحيين في الشرق والغرب، تلك التهنئة التي حملت في طياتها دعوة صريحة لإعلاء صوت الأخوَّة والسلام؛ من أجل أن يسود الأمان والاستقرار في كل مكان.
وقد لوحظ من الصدى الذي أحدثته تهنئة شيخ الأزهر الشريف المنشورة عبر صفحة فضيلته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تباين ردود الأفعال حولها، ففي مقابل 30 ألف تفاعل بالإيجاب على التهنئة جاءت تفاعلات أخرى ترفض فكرة تهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد، وهو ما يعد جهلًا بتعاليم الدين والتمسك ببعض المفاهيم المغلوطة حول تعارض ذلك مع العقيدة الإسلامية.
بل وإذكاءً واضحًا لنبرات العنف والكراهية ضد الآخر المخالف في الدين، ويقود إلى تهديد السلم العام وازدراء الأديان، مما يترتب عليه عقوبة قانونية ومخالفة دينية، وقد تجاوز بعض الرافضين للتهنئة إلى حد الاستدلال بأقوال مكذوبة على العلماء وتفسيرات متشددة لنصوص الشريعة أو فتاوى قديمة كان لها سياقها ومناسباتها التاريخية.
ومرصد الأزهر، إذ يكشف هذه الأفكار المغلوطة والمتطرفة التي تستغل الجهل بمسائل الشريعة لتكفير وتضليل الناس بتهم واهية ليس لها وجود إلا في أذهان مروجيها، يكرر الدعوة لضرورة الالتزام التام بما تصدره المؤسسات الرسمية من فتاوى شرعية وآراء فقهية متعلقة بهذا الشأن، مع إعمال حسن الظن بعلماء الأمة ورموزها.
ويؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن التهنئة هي أحد أوجه "البرّ" التي حثنا عليها الإسلام تجاه الناس عامة، فعندما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو خير قدوة لنا، بالجار لم يحدد ديانته بل جاء الحث ليشمل الجميع، فمن شأن هذه المعاملات الإنسانية الحسنة أن تكسر الصورة النمطية السلبية التي ترسخت في أذهان البعض جراء المحتويات المقدمة بوسائل الإعلام، أو عبر شخصيات متشددة تكيّف نصوص الدين – ولا نخص هنا الدين الإسلامي فقط بل أصبح شائعًا في الأديان كافة - وفق رؤيتها المخالفة لما جاء في تلك النصوص.
وبدوره يتقدم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بخالص التهنئة إلى الأخوة المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد، ويأمل المرصد أن يكون العام القادم عام خير وسلام تنتهي فيه الصراعات كافة وتسود روح السلام والأخوة الإنسانية العالم أجمع.
1754