مرصد الأزهر: ما نشهده حاليًا من غارات مكثفة وتحركات على الحدود اللبنانية يُعتبر سيناريو مشابهًا لما حدث في غـزّة.
*على الرغم من أن نتنياهو يدرك تمامًا خطورة ما يقدم عليه، فإنه يصر على جر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.
*الرهان على تحرك المعارضة الصهيونية ثبت عدم جدواه، لإدراكها ثقل إرث نتنياهو بعد فتح جبهات عديدة للحرب وضبابية الوضع في غـزّة.
يدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ما ورد من أنباء تفيد باحتمالية بدء الاجتياح البري للبنان، وهو ما نشهده من تكثيف الغارات الجوية حاليًا والتحركات على الحدود اللبنانية - على غرار السيناريو الذي نُفذ في قطاع غـزّة. الأمر الذي ينذر بسقوط المزيد من الضحايا، الذين سبق أن أعلنت الأمم المتحدة أن غالبية من قُتلوا منذ بدء الهجمات ضد هذا البلد العربي كانوا من الأطفال والنساء.
ويؤكد المرصد أن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، على الرغم من أنه يدرك تمامًا خطورة ما يقدم عليه، فإنه يصر على جر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق لتحقيق جملة من الأهداف المعلنة وغير المعلنة، وعلى رأسها توحيد الجبهة الداخلية في الكيان بعد انشقاقات كادت تعصف بالحكومة وبه شخصيًّا لولا الدعم الأمريكي والغربي له، وسعيه الدؤوب لاستمالة المعارضة داخل الكيان، وضمهم لصفوف حكومته المتطرفة؛ لتوحيد الجبهة الداخلية فيما يتعلق بالحرب والاستمرار في منصبه، كما حدث قبل أيام عندما ضم المرشح جدعون ساعر، رئيس حزب "أمل جديد"، إلى الائتلاف الحكومي لخلافة وزير دفاعه "يوآف جالانت"، مما يزيد من فرص بقاء نتنياهو، ويحد من تهديد الحزبين اليمينيين المتطرفين في الائتلاف؛ "الصهيونية الدينية" بزعامة بتسلئيل سموتريتش، و"العظمة اليهودية" بزعامة إيتمار بن جفير، بتفكيك الائتلاف الحاكم.
هذا، ويشير المرصد إلى أن الرهان على المعارضة الصهيونية لوضع حد لحكومة نتنياهو المتطرفة ثبت عدم جدواه، إذ تدرك المعارضة ثقل إرث نتنياهو بعد فتح جبهات عديدة يقاتل خلالها الجيش الصهيوني، وضبابية الوضع في قطاع غزّة مع قرب دخول العام الثاني للعمليات العسكرية.
ومع تفاقم الأوضاع في المنطقة، يدعو مرصد الأزهر العقلاء في العالم إلى اتخاذ خطوات جادة لوقف تسليح كيان دأب على توجيه قنابله وفوهة أسلحته إلى المدنيين العزل، وتنفيذ عملياته العسكرية الهمجية في مناطق ذات كثافة سكانية على مرأى ومسمع من الجميع.
كما يطالب المرصد بضرورة الإسراع في إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف نتنياهو ووزير دفاعه جالانت، وأن يشمل طلب المدعي العام القيادات العسكرية والأمنية للاحتلال؛ لمنع اقتصار طلبات الاعتقال على المستوى السياسي فقط للاحتلال، مع وضع آلية واضحة للتنفيذ لمعاقبتهم على ما ارتكبوه من جرائم حرب وعمليات إبادة.
288