حقيقة العنصرية الصهيونية ومزاعم الديمقراطية الواهية
كثيرًا ما تغنى الكيان الصهيوني بأنه ممثل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وقدم نفسه للعالم على أنه موطن التعددية ومثال يحتذى به في التعايش وقبول الآخر، وإن لم يكن يهوديًّا. وهي جميعها أفكار تبناها الإعلام الصهيوني، وصدرها للإعلام العالمي، وبات صداها يتردد ليل نهار على مدار عقود.
إلا أن الهجمات الإيرانية –التي جاءت في إطار الرد على العدوان الصهيوني السافر على الأراضي الإيرانية- فضحت أكاذيب الديمقراطية الصهيونية الواهية، ووهم التعايش وتقبل غير اليهود داخل هذا الكيان، وبيَّنت حقيقة هذا الكيان القائم على العنصرية المقيتة، والفوقية المتطرفة.
فقد أظهرت تقارير صحفية الفجوة الكبيرة في توزيع الملاجئ بين المدن التي يقطنها الصهاينة وبين القرى والتجمعات العربية الموجودة داخل الكيان، والتي يقطنها "فلسطينو الداخل المحتل" والمعروفون إعلاميًّا باسم "عرب 48"، وهم يمثلون 20% من سكان الكيان الصهيوني؛ حيث أكدت دراسة لمعهد الديمقراطية الإسرائيلية (IDI) أن القرى العربية تفتقر إلى ملاجئ أو غرف حماية، مقارنة بالمدن والقرى التي يقطنها الصهاينة، والتي تتمتع بعدد أكبر من هذه البنى الأمنية؛ ما يُجبر فلسطينيي الداخل على العيش في حالة خطر دائم، ويكشف عن حرمانهم من حقوقهم الأساسية في الحياة والمساواة.
وسبق وأكدت تقارير أن أكثر من 80 ألف شخص من بدو النقب الفلسطيني محرومون من خدمات الدفاع المدني، مثل الإنذار ضد الصواريخ، والملاجئ والغرف المحصنة ذات قيمة دفاعية حقيقية، وصواريخ الدفاع الجوي "القبة الحديدية".
من جانبه، اتهم عضو الكنيست "أيمن عودة" –من فلسطينيي الداخل المحتل- حكومة الاحتلال بعدم توفير الملاجئ في المناطق العربية، بعدما أدى سقوط صاروخ إيراني إلى مقتل 4 أشخاص في مدينة طمرة الفلسطينية في منطقة الجليل الغربي. وقال عودة: لا يزال هناك تمييز بين الدم والآخر، إن مدينة طمرة، التي يبلغ عدد سكانها 37 ألف نسمة أغلبهم من الفلسطينيين، بلا ملاجئ عامة، وأن هذه هي الحال بالنسبة إلى 60% من المدن والقرى العربية.
ويلفت المرصد إلى العنصرية الصهيونية تجلت في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل، الأحد 15 يونيو 2025م، لعائلات صهيونية تحتفل في أثناء سقوط الصواريخ الإيرانية على مدينة طمرة، الأمر الذي أثار غضبًا واسعًا بين فلسطيني الداخل.
وبالرجوع قليلًا إلى الوراء، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في شهر أكتوبر 2024م، تقريرًا أبرزت فيه مدى التفرقة والتمييز بين دماء الصهاينة ودماء فلسطيني الداخل المحتل، وأكدت أن المدن والقرى ذات الأغلبية الفلسطينية تعاني من نقص في التحصينات العامة، وتتعرض لسقوط الصواريخ بوتيرة عالية. وقارن التقرير بين مدينة "مجد الكروم" –بلدة عربية تقع في الجليل الأعلى- ذات الأغلبية الفلسطينية، وذكر أنه لا يوجد بها سوى 6 ملاجئ عامة، بينما يوجد 126 ملجأ عامًّا في مدينة كرمئيل ذات الغالبية الصهيونية المجاورة لها.
ومما سبق يتبين أن المدن والقرى الفلسطينية داخل الكيان الصهيوني تُترك بدون ملاجئ عامة، وبدون حماية من قبل ما يُعرف بـ "منظومة القبة الحديدية"، وهو ما يكشف استخفاف الكيان الصهيوني بدماء الفلسطينيين في كل مكان، وأنها لا اعتبار لديهم إلا للدم الصهيوني، وذلك نابع من فوقية مزيفة، وعنصرية بغيضة، استمدوها من فهم خاطئ لنصوص دينية نزلت في أقوام غيرهم، وفي مناسبات وسياقات محددة لا تنسحب عليهم ولا تشملهم.
وحدة رصد اللغة العبرية
76