لم تكن حاجة الأمة في عصر من العصور إلى معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة، معرفة اهتداء واقتداء؛ أشد إليها من هذا العصر الذي تقاذفت فيه الأمةَ أمواجُ الفتن، وتشابكت فيه حلقاتُ المحن، وغلبت فيه الأهواء، واستحكمت فيه الزُّعوم والآراء، وواجهت فيه الأمةُ ألوانًا من التصدي السافر، والتحدي الماكر، والتآمر الرهيب من قبل أعداء الإسلام على اختلاف مللهم.
وإنَّ ارتباطنا برسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة؛ ليس ارتباط أوقات ومناسبات، ولا حديث معجزات وذكريات، بل إنَّه ارتباط وثيقٌ في كل الظروف وفي جميع الشئون وأحوال الحياة إلى الممات.