يخطئ كثيرون حينما ينظرون إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم وسيرته كما ينظر الآخرون إلى عظمائهم في نواحي ضيقة محدودة، فرسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم قد جمع نواحي العظمة الإنسانية كلها في ذاته وشمائله وجميع أموره.
وإن من المؤسف حقاً أن بعض أهل الإسلام هداهم الله لم يَقْدُروا رسولهم صلى الله عليه وسلم قدره، وهم يتوجهون إليه بالحب والتعظيم؛ ذلك أنه حب سلبي لا صدى له في واقع الحياة، ولا أثر له في السلوك والتطبيق.
انظر إليه عليه الصلاة والسلام في مجاري الأخلاق، وانظر إليه في كل جوانب حياته، تجده مثال الكمال في رقة القلب، وسماحة اليد وكف الأذى وبذل الندى، وعفة الضمير واستقامة السيرة وسلامة السريرة، وتلك هي عراقة الخِلال وكريم الشمائل، فهل مَنْ يتغنون اليوم بسيرته يقتفون أثره ويلتزمون هديه؟