28 فبراير, 2017

خلال الجلسة النقاشية حول "الحرية الفردية والهوية الجماعية" - د. محمد الكعبي: مصر تضرب مثلًا في التعايش المشترك... والأزهر يرسي ثقافة الحوار

- د. محمد السماك: المسلمون والنصارى واليهود يمثلون أمة واحدة بأمر رسول الإسلام
- محمود زقزوق: لن تقوم قائمة للأوطان دون التكامل بين أفراد المجتمع
- مصطفي الفقي: التعدد والتنوع مفتاح السعادة في الحياة

 
قال الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالإمارات، خلال الجلسة التي أدارها بعنوان "الحرية والتنوع"، إن الأزهر الشريف يبذل جهودًا كبيرة في نشر ثقافة الحوار والتعايش السلمي وإرساء قيم المواطنة والتنوع والتكامل بين مختلف الأطياف، معربًا عن تقديره لما تقوم به مصر قيادة وشعبًا في ضرب المثل على التعايش المشترك واحتضان هذا المؤتمر التاريخي.
من جانبه، قال الدكتور محمد السماك، عضو مركز الملك عبدالله بين الأديان والثقافات، إن الإسلام يقضي بوحدة الإنسانية وتنوعها، ويرسي أسسًا ومبادئَ لاحترام التنوع والتعدد، لافتًا إلى أن الله سبحانه خلق الناس جميعًا من نفس واحدة تأكيدًا للمساواة بينهم، ثم جعلهم أممًا وشعوبًا متعددة الألسن، مختلفة الألوان والأجناس متنوعة الشرائع، ولو شاء  غير ذلك فإنما يقول له كن فيكون، مشيرًا إلى أن وثائق الأزهر الشريف جاءت لتؤكد هذه الثوابت التي تقوم عليها الدولة الوطنية التي تحترم الدين وحرية العبادة والتي تصون في الوقت ذاته هوية الجماعات المتعددة.
وأوضح السماك أنه في صدد الحديث عن المواطنة ينبغي أن نشير إلى مصطلح الذمية الذي أسيء استخدامه من قبل قوى التطرف الإرهابي الذي يقوم في الأصل على إلغاء الآخر، فالإسلام ينظر إلى اليهود والنصارى على أنهم أهل كتاب، وقد جعلهم دستور المدينة إلى جانب المسلمين يشكلون أمة واحدة، فكان هذا الدستور الذي أقره رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مُقرًا لأول مرة شرعية التعدد الديني في الدولة الوطنية؛ وكرس ذلك وعزّزه رسولنا الكريم عندما استقبل وفد مسيحيي نجران يتقدمهم رئيس أساقفتهم وشاركهم الطعام والشراب في بيته الطاهر ثم أعطاهم العهد الملزم للمسلمين جميعًا، وهو العهد الذي جدَّد الالتزام به من بعده الخلفاء الراشدين.