قال أ.د/ محمود زقزوق عضو هيئة كبار العلماء وعضو مجلس حكماء المسلمين، في كلمته التي ألقاها خلال جلسة التنوع التي أدارها الدكتور محمد الكعبى رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية بالإمارات، بمؤتمر " الحرية المواطنة.. التنوع التكامل"، إن التنوع حقيقة لا تخطئها عين ولا ينكرها عقل، فالبشر شعوب مختلفة وأمم متنوعة والتنوع في عالم الإنسان أوضح ما يكون، فبالرغم من الاختلافات بين البشر فإن جوهر الإنسان واحد بغض النظر عن اختلاف الجنس أو اللون أو العقيدة.
وأشار دكتور زقزوق إلى أن الوعي بحقيقة التنوع يشيع روح الأخوة والاحترام المتبادل بين الإنسانية، وبدون هذا التنوع في الكون والإنسان لا يكون للحياة طعم أو لون، بل إن التنوع يدفع الناس إلى ترقية الحياة وتبادل الأفكار والخبرات وتدافع الحضارات وتكامل الجهود من أجل النهوض بين المجتمعات الإنسانية، لافتاً إلى أنه لن تقوم قائمة للأوطان دون التكامل والتضامن بين أفراد المجتمع.
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى الفقي الكاتب والمفكر السياسي، إن الديانات كلها قامت على قاعدة واحدة هي حرية الفرد في الاعتقاد، واحترام الإنسان لاختيارات الغير وهذا أفضل ما تقدمه المجتمعات المتطورة لبني البشر، مضيفاً إن الحياة بطبيعتها مفتوحة بكل من يعيش فيها وتقبل الحوار، لكن أكبر مشكلة تقابلنا هي رفض كل منا لتقبل الآخر وهذا أمر جدير يدعوا إلى التأمل والدراسة.
وأكد الفقي أن الحضارات التي ارتبطت بديانات مختلفة التقت واتفقت على احترام الغير دون النظر إلى ديانته أو مذهبه، موضحاً أن التعدد والتنوع مفتاح السعادة في الحياة واحترام خيارات الآخر أمر يجب أن نعتز به.
من جانبه أكد الدكتور أسعد قطان أستاذ اللاهوت بجامعة مونستر، أن الدين الإسلامي حرم قتل النفس البشرية إلا بالحق كما في القرآن الكريم، وهذا الوعي تبلور على مدى العصور بقدر قيمة الإنسان، موضحاً أن الهوية الوطنية تتقدم على الحرية الفردية، فالهوية سواء الفردية أو الجماعية هي مسألة دينامية أقرب من التحول إلى الثبات، كما أن العلوم الإنسانية تساعد في تفكيك المفاهيم الجوهرية للهوية.
تأتي هذه الكلمة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل"، الذي يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، في الفترة من 28 فبراير إلى 1 مارس 2017م الجاري، وذلك بمشاركة أكثر من 50 دولة، وسط اهتمام دولي كبير، تحت رعاية السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية