برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.. قامت لجنة المصالحات بالأزهر، ظهر اليوم الخميس 9 مارس 2017، برئاسة فضيلة أ.د / عباس شومان، وكيل الأزهر، والشيخ محمد زكي البداري، الأمين العام للجنة المصالحات واللجنة العليا للدعوة الإسلامية، بإنهاء الخصومة الثأرية بين عائلتي أولاد خلف وأولاد سالم من قريتي القوطة والشرابلة بدار السلام، حيث يقام الصلح بإستاد سوهاج، وذلك ضمن مبادرة سوهاج خالية من الثأر، والتي أطلقتها لجنة المصالحات بالأزهر ومديرية أمن سوهاج، بحضور القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة.
وفي كلمته قال فضيلة أ.د/ عباس شومان، وكيل الأزهر، ورئيس لجنة المصالحات، إن لجنة المصالحات بالأزهر تبذل جهودا كبيرة برعاية فضيلة الإمام الأكبر الذي لا يدخر وسعا في دعم كافة الجهود التي تبذل من أجل إرساء ثقافة العفو والتسامح بين جميع المصريين، موجها الشكر لجميع العائلات التي تؤثِر ثقافة الصلح والعفو والتسامح وتنبذ فكر العصبية والعنف الذي لا يأتي إلا بالخراب والدمار لمستقبل العائلات وتدمر شبابها.
وأكد وكيل الأزهر أن هناك معاناة كبيرة تأتي من خلال تلك المشاحنات بين العائلات، وهو أمر يخالف شريعة الإسلام التي أرست قواعد الأمن، وقد جعل المولى _ عز وجل_ تحقيق نعمة الأمن جزاء لمن يسعى لها قائلا (أولئك لهم الأمن)، وقد دعا سيدنا إبراهيم ربه قائلا (رب اجعل هذا البلد آمنا) ففاقد الأمن لا يمكن أن ينعم بشيء في الدنيا من سلام وتراحم بين الناس، وهذه النعم لجميع البشر حتى في حالات الحرب الأمن مقدمة على القتال، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أصحابه بدعوة البلاد أولا إلى الأمان والدخول في الإسلام، وجعل آخر خيار هو الحرب.
وقال إننا نقف جميعا سدا منيعا ضد وساوس الشيطان، ونقضي على جهوده التي اسفرت عبر سنوات طويلة في إيقاع العديد من الضحايا وسفك الدماء والخصومات، وهو ما يوجب علينا جميعا بعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة أن نسجد شكرا لله على إتمام كل مصالحة على أرض سوهاج.
كما جدد تأكيده على ضرورة تغير ثقافة الثأر والخصومات، وأن نغير ميزان التقدير بأن القوة لم تعد مصدرا للفخر، فميزان القوة اليوم يجب أن يكون في يد من يحمل الخير والعفو، وليس من يمتلك السلاح الذي يعده بعض ضعاف العقول رمزا للقوة والفتوة، فالقوي من ملك نفسه عند الغضب، وقدم العفووالصفح ونشر الخير.
وشدد على أن الفتنة ونشرها أشد عند الله من القتل ذاته، مقدما الشكر لكل من يعمل على إتمام الصلح بين العائلات، وخاصة لجان المصالحات في محافظتي سوهاج وقنا، والتعاون الذي يتم بينهم، كما حدث بين لجنتي سوهاج وأسوان واليوم بين سوهاج وقنا ، موجها التحية لرجال الأمن بمحافظة سوهاج على ما بذلوه من جهود موفقة نتج عنها إتمام مصالحات كثيرة ساهمت في تحقيق الأمن بين أبناء العائلات والقرى.