04 ديسمبر, 2017

خلال كلمته في مؤتمر "التطرف وأثره السلبي على مستقبل التراث الثقافي العربي".. د. حمدي زقزوق: انتشار الأمية الدينية والفكرية ساعد كثيرًا على نشر الفكر المتطرف

    د. حمدي زقزوق: التراث بحر زاخر يحتاج إلى غواصين مهرة يستطيعون استخلاص ما يثري حياتنا

     قال فضيلة أ.د/ محمود حمدي زقزوق، عضو هيئة كبار العلماء: إن التطرف هو انحراف في الفكر والسلوك، وهو قد يكون دينيًّا أو ثقافيًّا أو اجتماعيًّا أو غير ذلك، وهو من شأنه أن يفتح التقليد الأعمى للآخرين؛ نظرًا لانتشار التقليد لأفكار الآخرين وممارساتهم، لا سيما إن كانت مغلفة بغلاف ديني، وما يحدثه ذلك من ارتكاب أعمال إجرامية، مشيرًا إلى أن انتشار الأمية الدينية والفكرية يساعد كثيرًا على نشر هذا الفكر المتطرف، فالعقل هو أهم نعمة أنعم الله بها على الإنسان، وتربية العقول على الفهم الصحيح من أوجب ما يكون على الوالدين؛ حتى لا يقع الشباب فريسة سهلة في يد العابثين، فهم ثروة نعتمد عليها في بناء الأوطان
وتابع د. "زقزوق" قائلًا: إن المتطرفين ينشرون أفكارهم بإبعاد الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية عن سياقها، فالقرآن يبين لنا أن العقل الإنساني نور من نور الله، والقرآن بيَّن أن الله عندما خلق الإنسان نفخ فيه من روحه، واستحق الإنسان لذلك أن تسجد له الملائكة، ويعبر القرآن عن مسؤلياتنا عن نعم الله علينا.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن الشرع أوجب النظر بالعقل في الموجودات، والتراث ميراث، وعندما تؤول تركةٌ إلى شخص ويقذف بها في البحر يوصف بالجنون.. فإذا بدَّدها ولم يحسن استخدامها فهو أحمق، لكن إذا استغلها واستخدامها أحسن استخدام فهو شخص بصير ، فلا ينبغي أن ننظر إلى التراث على أنّه ماض فقط ، فالزمن حلقات متصلة؛ ماض، وحاضر، ومستقبل، والفكر يتطور، ولا فهم للفكر والواقع إلا بالقديم، وإلا كان الأمر كبَيْتٍ يُشيَّد فوق الرمال، فنحن مع التواصل المستمر بين التراث ومتطلبات العصر.
وأكد د. "زقزوق" أن التراث مَنْجَمٌ وبحر زاخر يحتاج إلى غواصين مهرة، يستطيعون استخلاص ما يثري حياتنا، مع حمايته من عبث العابثين، ولا بد أن نفْصِل هنا بين التراث البشري وبين مصدَري الدِّين؛ وهما القرآن والسنة النبوية، فهما فوق التراث وليسوا من التراث، فالدِّين شيء والتراث شيء آخر.

 


الأبواب: الرئيسية, أخبار