14 ديسمبر, 2017

موضوع 4

ـ تناسى الصهاينة أنهم منذ احتلالهم القدس سنة ١٩٦٧م قد قلبوا باطن الأرض بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي ومن حوله فلم يجدوا حجرًا واحدًا يثبت أنه قد كان في هذا المكان معبد يهودي في يوم من الأيام.

ـ ثم .. على فرض أنه كان لهم معبد في القدس في غابر الأزمان .. فهل يمكن أن يعاد رسم خرائط الدول وحدود الأوطان، وملكيات الشعوب والجماعات البشرية بناء على ما كان لأجدادها القدماء من معابد في بعض الأماكن والبقاع؟!.

لقد بنى (قمبيز) (529 ـ 522 ق.م) الفارسي بمصر معابد عندما غزاها .. فهل يأتي الفرس اليوم لاحتلال مصر بحجة أن ملكهم (قمبيز) قد بنى فيها معابد لعبادة النار في ذلك الزمن القديم؟!

كما بنى العرب المسلمون بالأندلس على امتداد ثمانية قرون المساجد والآثار الباقية حتى الآن .. فهل نذهب لاحتلال إسبانيا والبرتغال لإعادة هذا التاريخ؟! ولقد كان لليهود بالأندلس المسلمة معابد طويت صفحتها مع خروجهم منها مع العرب فلم لا يطلبون من الإسبان استعادة هذه المعابد، والاستيلاء على أماكنها؟!

ـ إن سليمان ـ عليه السلام ـ الذي يزعم الصهاينة أنه قد بنى لله معبدًا في القدس في القرن العاشر قبل الميلاد هو ـ في عقيدتهم ـ التي يتحدث عنها كتابهم (العهد القديم) كان (زير نساء) و(عابد أوثان) أقامها لزوجاته الكثيرات!!

ففي سفر الملوك الأول: "وأحب الملك سليمان نساء غريبة كثيرة من الأمم الذين قال عنهم الرب لبني إسرائيل: (لا تدخلون إليهم ولا يدخلون إليكم لأنهم يُميلون قلوبكم إلى آلهتهم فالتصق سليمان بهؤلاء بالمحبة، فأمالت نساؤه قلبه وراء آلهة أخرى فغضب الرب عليه لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي أوصاه ألا يتبع آلهة أخرى، فلم يحفظ ما أوصى به الرب، فقال الرب لسليمان: من أجل أن ذلك عندك، ولم تحفظ عهدي وفرائضي التي أوصيك بها، فإني أمزق المملكة عنك تمزيقًا) (سفر الملوك الأول ١١: 1ـ11).

فهل زير النساء وعابد الأوثان وباني النصب لعبادتها من دون الله والذي لم يحفظ عهد الرب وفرائضه ـ كما يقول كتاب اليهود ـ هو باني بيت الله الذي يريد الصهاينة إقامته على أنقاض الحرم القدسي الشريف؟! وإذا كان كتابهم يقول إن مملكة سليمان ـ كل المملكة ـ قد تمزقت بغضب من الله .. فكيف يسعى الصهاينة لإعادة وإحياء ما مزقه الله؟! وهل في ذلك إيمان منهم بربهم أم خروج على إرادة الله؟!


كلمات دالة: