14 ديسمبر, 2017

موضوع 7

نعم لقد عاش فيها داود وسليمان -عليهما السلام- حقاً ... ولكن هذا لا يقيم علاقة بين اليهودية وبين القدس، وذلك لعديد من الأسباب التاريخية والمنطقية والواقعية، منها:

ـ أن داود وسليمان- -عليهما السلام- بمنطق اليهود واليهودية ـ هم من (الملوك) وليسوا من (الرسل والأنبياء)، ومن ثم فإقامتهم في القدس وعلاقتهم بها هي علاقة الاستيلاء السياسي والحربي، وليست علاقة دينية بين القدس وبين اليهودية كدين.

ـ أن علاقة داود وسليمان بالقدس، كانت بالنسبة لعمر القدس، الذي يبلغ الآن ستة آلاف عام، علاقة عارضة وطارئة وسريعة الزوال، فهي قد بدأت في القرن العاشر قبل الميلاد، بعد أن كان عمر القدس قد بلغ ثلاثة آلاف عام، فهي قد أسسها (اليبوسيون)، أجداد العرب الفلسطينيين ـ قبل الميلاد بأربعة آلاف عام ـ ولم تدم العلاقة بين داود وسليمان، بل وبين كل العبرانيين، وبين القدس وفلسطين أكثر من ٤١٥ م عامًا.

فهل يؤسس ذلك لليهود حقا (وطنيا.. وسياسيا.. وسياديا) دائمًا في القدس وفلسطين؟

ـ لقد أقام الإسكندر الأكبر المقدوني (365 ـ ٣٢٣ ق.م)  في مصر وغيرها من بلاد الشرق مدنًا ومعابد وإمبراطورية دام حكمها وحكم خلفائه فيها قرابة العشرة قرون ـ من القرن الرابع قبيل الميلاد إلى الفتوحات الإسلامية في القرن السابع الميلادي-، فهل يرتب ذلك للشعب المقدوني أو الإغريقي أو الروماني -أو لهم جميعًا ـ في مصر والمشرق حقوقاً؟

وهذا المعبد الذي بناه سليمان ـ عليه السلام-  والذي دمره البابليون مع مملكة يهوذا سنة ٥٨٥ ق.م ـ هل حقا ما يدَّعيه اليهود أن المسجد الأقصى قد بني على أنقاضه؟

إن اللجنة الملكية البريطانية قد حكمت سنة ١٩٢٩ م بأن ما يسميه اليهود (حائط المبكى) هو (حائط البراق)  جزء من المسجد الأقصى، ومعراج رسول الإسلام، ولا علاقة له بهيكل سليمان.

ولقد مضى قرابة نصف القرن على احتلال اليهود للقدس الشرقية، وتكثيفهم البحث والتنقيب وتقليب باطن الأرض بحثًا على أي أثر أو دليل على دعواهم هذه، لكنهم لم يعثروا في كل هذه المنطقة، وطوال هذه السنين، على أدنى أثر لهذا الهيكل المزعوم.

فأين هي العلاقة بين اليهودية واليهود وبين مدينة القدس؟ ثم هل يهودية التلمود، ويهودية الصهيونية هي يهودية موسى عليه السلام؟

إن أسفار التوراة ذاتها شاهدة على نقض اليهود لشريعة موسى، وعلى استحقاقهم لعنة الله بسبب خروجهم حتى على التوحيد!

كما أن اليهودية المعاصرة ـ التي تحتُّل القدس وفلسطين ـ تعرّف اليهودي بأنه هو المولود من أم يهودية فالمعيار فيها (بيولوجي)، وليس دينيًّا، وبذلك أصبح (يهود الخزر) و(الأشكناز)، الذين لا علاقة لهم ببني إسرائيل والعبرانيين، والساميين هم اليهود  ـ وفق هذا المعيار حتى ولو كانوا ملاحدة، أو أبناء زنا!

فأين هي العلاقة بين اليهودية وبين القدس.. بل وأين هي العلاقة بين هذه اليهودية (العنصرية ـ البيولوجية)، وبين يهودية شريعة موسى ـ عليه السلام-؟


كلمات دالة: