هذا المشروع الاستيطاني العنصري، القائم الآن في القدس وفلسطين، قد تبلور أول ما تبلور في (اللاهوت البروتستانتي الغربي)؛ انطلاقًا من الفكر الأسطوري حول (رؤيا يوحنا)، وعودة المسيح ـ عليه السلام ـ ليحكم الأرض ألف سنة سعيدة، بعد معركة هرمجدون، والذي جعل من جمع اليهود وحشدهم في فلسطين وتهويد القدس، وإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى هدفًا؛ أي: جعَل من تحقيق العلو الصهيوني دينًا يتدين به البروتستانت في الغرب، ثم حدث تبشير بهذا المشروع البروتستانتي بين الجماعات اليهودية، فتلقفته الصهيونية كحركة قومية عنصرية، والإمبريالية الغربية إبّان زحفها على الشرق الإسلامي، وبحثها عن أقليات توظِّفها كمواطئ أقدام في المشروع الاستعماري.
هكذا، نواجه في القدس وفلسطين استعمارًا استيطانيًّا إمبرياليًّا عنصريًّا، يوظِّف الأساطير والأوهام والأكاذيب؛ ليجعلها دينًا يدعم المشروع الاستعماري، و"رُوحانية" تغلِّف الاستيطان العنصري.
واجتمعت لهذا المشروع الاستيطاني الاستعماري العنصري عناصر متعددة ومُرَكَّبة