17 يناير, 2018

الرئيس الفلسطيني: نشكر فضيلة الإمام الأكبر على تنظيم هذا المؤتمر العالمي نُصرةً للقدس

• القدس كانت وما زالت إسلامية مسيحية عربية ومن دونها لا يمكن أن يكون سلامًا في المنطقة
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، إن القدس هي زهرة فلسطين وقلبها النابض، وهي عاصمتنا الأبدية التي تنتمي إلينا وننتمي إليها، وهي أغلى عندنا من أنفسنا وأرواحنا، وقد جعلها الله موضع ميلاد السيد المسيح –عليه السلام- ومهوى أفئدة المؤمنين على مر العصور، وقد ظل أهلها على مر التاريخ في رباط لعدوّهم قاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ولا من عاداهم حتى يأتيهم أمر الله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله الموعود ويدخل المسلمون المسجد كما دخلوه أول مرة.
وقدَّم الرئيس أبو مازن الشكر لفضيلة الإمام الأكبر وللأزهر الشريف ولجمهورية مصر العربية على تنظيم هذا المؤتمر العالمي لنصرة القدس التي هي في أمَسّ الحاجة -وأكثر من أي وقت- إلى نصرتكم وجهودكم لها، فنحن اليوم في خضم تحديات كبيرة، وفي مواجهة مؤامرة كبرى تستهدف القدس بكل ما تمثله من قيمة دينية وإنسانية وحضارية، هذه التحديات بدأت منذ وعد بلفور المشئوم الذي أعطاه من لا يملك لمن لا يستحق على حساب الشعب الفلسطيني وعلى مقدساته.
وأضاف الرئيس الفلسطيني "إن المؤامرة جاءت لزرع جسم غريب في فلسطين لصالح الغرب، ثم جاءت الخطيئة على يد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وادعى فيها زورًا وبهتانًا أن القدس عاصمة إسرائيل في تحدٍّ سافر لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين على حد سواء، وبهذا القرار اختارت الولايات المتحدة الأمريكية أن تخالف القانون الدولي، وأن تتحدى إرادة الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم كافة، وقد ناقض الإجماع الدولي الذي رفضه العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأشار أبو مازن إلى أن فلسطين حصلت على 705 قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، و86 قرارًا من مجلس الأمن منذ سنة 1948، ولكن هذه القرارات لا تُطبق على أرض الواقع؛ فماذا على الشعب الفلسطيني أن يفعل إن كانت أعلى منصة في العالم وهي الأمم المتحدة لم تنصفنا، مطالبًا الدول العربية والإسلامية أن تقف وقفة واحدة لتقف في وجه هذا العالم الظالم، مؤكدًا أن دولة فلسطين ملتزمة بالطريق السلمي للحصول على حقوقها، وأن قرار ترامب جاء مناقضًا للقرارات الأمريكية السابقة التي اعترفت بأن الاحتلال باطل والاستيطان باطل، فكيف نثق في هذه الدولة التي تناقض نفسها؟
وشدَّد أبو مازن على أن الولايات المتحدة الأمريكي أخرجت نفسها من عملية السلام في فلسطين بهذا القرار الخطير، ولم تعد صالحة للقيام بدور الوسيط الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية، لافتًا إلى أن فلسطين ستعود لتستخدم الوسائل القوية للدفاع عن حقوقها وعلى رأسها العودة إلى جماهيرية القضية وتحدي هذا الاحتلال ومواصلة الانضمام إلى المعاهدات الدولية كحق أصيل لدولة فلسطين وهو ما بدأ العمل عليه بالفعل، ولن نتوقف عن دعم قضيتنا حتى إنهاء الاحتلال من على أرض فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وفقًا للمبادرة العربية للسلام التي صدرت في قمة بيروت عام 2002.
واستطرد الرئيس الفلسطيني أن مدينة القدس هي مهد السيد المسيح ورفعته، وهي بوابة السماء من معراج المصطفى محمد – صلى الله عليه وسلم- إلى سدرة المنتهى، وهناك يهود يؤمنون بأنها عربية وهي للمسلمين والمسيحيين ويؤمنون بأنهم من حقهم أن يزوروها لكن لا يقيموا فيها دولة، مشددًا على أنه لم ولن يأتي اليوم الذي يساوم فيه أو يُفرط أي فلسطيني مسلم كان أو مسيحي في أي حبة رمل من تراب القدس، وأن قرار ترامب لن يعطي إسرائيل أي شرعية ولن يمنح الاحتلال حقا في أرضنا أو سمائنا، وقد كانت القدس وما زالت إسلامية مسيحية عربية ومن دونها لا يمكن أن يكون سلامًا في المنطقة، فالقدس هي بوابة السلام للجميع حين تكون فقط عاصمة لدولة فلسطين، وهي بوابة الحرب والخوف وغياب الأمن والاستقرار لا قدر الله إن لم تكن كذلك.


الأبواب: الرئيسية