08 مارس, 2018

مقتطفاتٌ من كلمة الإمام في مؤتمر القدس العالمي.. (1) "كل احتلال إلى زوال"

تُعيد بوابة الأزهر الإلكترونية، نشْرَ مقتطفاتٍ من كلمة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخِ الأزهر، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر العالمي، الذي عُقد بالعاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة من 17: 18 يناير 2018، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، وممثّلين عن 86 دولة.
يأتي ذلك في إطار قرار فضيلة الإمام الأكبر؛ باعتبار عام 2018 عامًا للقدس الشريف، وخلال تلك السلسلة سوف نُقدّم مقتطفاتٍ من كلمة فضيلة الإمام بالمؤتمر، بالإضافة إلى: عددٍ من الكلمات الأخرى التي تمّ عرْضُها خلال المؤتمر، والتي أكّد فيها المتحدّثون عروبةَ القدس وإسلاميّتَها الخالصة، مشدّدين على أن قرار الرئيس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس باطل، وأن التاريخ والقانون والأعراف الدولية قالت كلمتها؛ ليبدوَ القرارُ الأمريكي هو والعدم سواء...

"كل احتلال إلى زوال"

"الذي أعتقده اعتقادًا جازمًا؛ هو أنَّ كلَّ احتلالٍ إلى زوال، إنْ عاجلًا أو آجِلًا، وأنه إنْ بدا اليومَ وكأنه أمرٌ مستحيل إلَّا أن الأيام دوَل، وعاقبة الغاصب معروفة، ونهاية الظالم -وإن طالَ انتظارها- مَعْلومةٌ ومؤكّدة.. واسألوا تاريخ روما في الشرق، واسألوا الفُرْس عن تاريخهم في شرقِ جزيرة العَرَب، واسألوا حملات الفرنجه (والتي يُسمّيها الغرب بالصليبيَّة)، والتي طاب لها المُقام في فلسطين مائتي عام، واسألوا الدول التي طالما تَباهَت بأنّ الشَّمْس لا تَغْرُب عن مستعمراتها، واسألوا الاستعمارَ الأوروبي وهو يحمِل عصاه، ويرحل عن المغرب والجزائر وتونس ومصر والشام والعراق والهند وإندونيسيا والصومال.. اسألوا جنوب أفريقيا ونظام التمييز العنصري وما آل إليه، اسألوا كلَّ هؤلاء؛ لتعلموا -من جديدٍ- أن الزوال هو مصير المُعتدين، وأن كلَّ قُوَّةٍ مُتسلِّطة –فيما يقول ابن خَلْدونَ- محكومٌ عليها بالانحطاط.
وصدَق شاعرُنا العربي في قوله:
والليالي –كما عهدت- حُبالى *** مُثْقِلاتٌ يَلِدْنَ كلَّ عجيب
فهذه حقيقةٌ كونيّة وسُنّةٌ إلهيّة، والشّكُّ فيها زِرايةٌ بالعِلْم، وزِرايةٌ بالعَقل، وزِرايةٌ بأمانة التفكير".

الإمام أحمد الطيب ـ خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر لنُصْرَة القدس ـ 17 يناير 2018.