14 مايو, 2018

الأزهر الشريف: نقل السفارة الأمريكية للقدس يجعل عالمنا أَبْعَدَ ما يكون عن الاستقرار والسلام

     يعرب الأزهر الشريف وإمامه الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، عن استنكاره ورفضه الشديد لمُضيّ الإدارة الأمريكية قُدُمًا في إجراءات نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، رغم ما لقيه هذا القرار الباطل من رفضٍ دولي واسع، ليأتيَ الاحتفالُ بتدشين تلك السفارة المزعومة متزامنًا مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، في تأكيدٍ جديد على أن البعض يُفَضِّل الانحياز لمنطق الغطرسة والقوة على حساب قيَم العدالة والحق؛ ما يجعل عالمنا المعاصر أَبْعَدَ ما يكون عن الاستقرار والسلام.

ويأسف الأزهر للتشتُّت العربي والإسلامي الذي شَجّع بعض الدول على الانسياق وراء القرار الأمريكي، والإعلان عن نقل سفاراتها إلى القدس؛ ما يُمَثِّل تحدّيًا لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم عَبْرَ العالم، ممن يَرَوْنَ انتهاك مقدساتهم ومقدسات إخوتهم المسيحيين، والعبث بتاريخها وتهويد معالمها ومحاصرة أهلها، وسط عجزٍ وتخاذُلٍ دولي غيرِ مسبوق، والكَيل بمكيالين في القرارات الدولية وقوانينها.

ويدعو الأزهرُ كافّةَ الحكومات والشعوب والمؤسسات العربية والإسلامية والعالمية التي تؤمن بقيَم العدل والحرية، إلى الاضطلاع بواجبها القومي والديني والأخلاقي، تُجاهَ القدس وفلسطين، وتنفيذ ما سبق إصدارُه من قراراتٍ تُجاهَ الدول التي تقوم بنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، كما يدعو الشعوبَ والمؤسسات الأهلية إلى اتخاذ جميع الآليّات والأساليب؛ الحضارية والسلمية، للتعبير عن دعمهم لفلسطين وشعبها، وعن رفضهم لمواقف الدول التي انحازت للكِيان الصهيوني على حساب الحق العربي الفلسطيني.

ويُشدِّد الأزهر الشريف على تمسُّكه بعروبة القدس وهُوِيَّتها الفلسطينية، وعلى مُضيّه قُدُمًا في التوعية بقضية القدس وتاريخها العربي التليد، ودعمه لنضال الشعب الفلسطيني الباسل؛ من أجل التحرر واستعادة أرضه ومقدساته، مؤكدًا أن عروبة القدس هي قضية العرب والمسلمين الأولى التي لن تموت أبدًا.


كلمات دالة: القدس , القدس عربية