16 أكتوبر, 2018

خلال لقائهما اليوم في قصر الرئاسة في روما.. شيخ الأزهر: إيطاليا شكّلت منذ القِدَم جسرًا للتواصل بين جنوب أوروبا ومصر

- العَلاقة بين الفاتيكان والأزهر تجاوزت اتفاق الرؤى إلى العمل المشترَك

الرئيس الإيطالي:

ــ صورة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان معًا أسقطت الكثيرَ من الحواجز والجدران

ــ الإمام الطيب يُمَثِّل رمزًا كبيرًا للحوار والسلام في العالم

 

التقى فضيلةُ الإمام الأكبر، أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، الرئيسَ الإيطالي، "سيرجيو ماتاريلا"، في قصر الرئاسة، في روما، وذلك في إطار زيارة فضيلته الحاليّة إلى إيطاليا.

وأعرب فضيلته، في بداية اللقاء، عن سعادته بزيارة إيطاليا، ذلك البلد العريق الذي تربطه بجمهورية مصرَ العربيةِ وشعبها عَلاقاتٌ تاريخية وطيدة، على مختلِف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية، وهو ما يعكسه التطور الكبير الذي شهدته عَلاقات البلدين في الآونة الأخيرة، لافتًا إلى أن إيطاليا بما تملكه من تاريخٍ وثقافةٍ عريقة، شَكّلت منذ القِدَم جسرًا للتواصل ما بين جنوب أوروبا ومصر.

وأشار فضيلته إلى أهمية العمل المشترَك بين المؤسسات الدينية وقياداتها من أجل تعزيز السلام العالمي، ورفع المعاناة عن الفقراء والمستضعفين، مؤكدًا وجود اتفاق في الرؤى بين الأزهر الشريف والفاتيكان في القضايا الإنسانية، وأن الأمر تجاوز مرحلة اتفاق الرؤى إلى العمل المشترَك، مُعرِبًا عن اعتزازه بالعَلاقة التي تجمعه مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.

ولفت الإمام الأكبر إلى أن وجود الدِّين مُهِمٌّ للغاية في حياة البشر؛ لضمان أنْ تسيرَ الحياة بشكلٍ انسيابي وهادئ، وأن علماء ورجال الدين في حاجةٍ إلى دعم الرؤساء والسياسيين، بما لهم من سلطةٍ وتأثير؛ من أجل تحقيق السلام المأمول ومواجهة التحديات اللاأخلاقية المعاصرة.

من جانبه، أعرب الرئيس الإيطالي عن اعتزازه باستقبال شيخ الأزهر، الذي يُمَثِّل رمزًا كبيرًا للسلام والحوار، لافتًا إلى أن العَلاقاتِ الأخويةَ التي تربط فضيلتَه بالبابا فرنسيس تُشَكِّل نموذجًا لما يجب أن تكون عليه العَلاقة بين زعماء الأديان، وأن الصورة التي جمعتهما معًا في القاهرة أسقطت الكثيرَ من الحواجز والجدران في نظر العالَم، في ظلّ ما يعانيه من أوضاعٍ صعبة، مؤكدًا أن التعاون بين الأزهر والفاتيكان قادرٌ على المساهمة بقوّةٍ في تعزيز قيَم التعايش والحوار، ومواجهة محاولات استخدام الدين كمُبَرِّرٍ للعنف في ظِلّ اضطراب المفاهيم لدى البعض.

وأشاد الرئيس "سيرجيو ماتاريلا"، بالدَّور المُهِمّ الذي يقوم به الأزهر في مواجهة أفكار التطرف والعنف، وتعزيز قيَم التعايش والحوار، في ضوء ما يملكه الأزهر من حضورٍ وتأثيرٍ واسع بين المسلمين عَبْرَ العالم؛ ولما يتصف به منهجه من اعتدالٍ وانفتاح، مُنَوِّهًا بالعَلاقات التاريخية التي تجمع بين مصرَ وإيطاليا، وأن البحر المتوسط لا يفصل بينهما، بل يوَحِّدهما ويساعد على تَجاوُز أيّ مُعَوِّقاتٍ قد تواجِه صداقتَهما العميقة، مؤكدًا تَطَلُّعَه لزيارة القاهرة، وأنه حريصٌ على تَشَرُّفه بزيارة الإمام الأكبر في مشيخة الأزهر.

حضَرَ اللقاءَ من الوفد المُرافِق لفضيلة الإمام الأكبر: أ.د/ محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، والمستشار/ محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، والسفير/ عبد الرحمن موسى، مستشار شئون الوافدين في الأزهر.