22 أكتوبر, 2018

خلال كلمته بندوة الأزهر الدولية عن "الإسلام والغرب".. د. محيي الدين عفيفي: الإرهاب مرض فكري ونفسي يبحث المبتلون به عن مبررات وجوده في متشابهات نصوص الأديان

-  الأزهر استجاب للاحتياجات المُتجدِّدة للواقع المعاصر بمُواجهة التحدِّيات المعترضة للدِّين والمجتمع والدُّوَل الوَطَنيَّة

قال د. محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الإرهاب مرض فكري ونفسي يبحث المبتلون به دائمًا عن وجود مبررات وجوده في متشابهات نصوص الأديان، وتأويل المؤولين، ويثبت التاريخ والواقع المعاصر أن بواعث الإرهاب ليست قصرًا على الانحراف بالأديان نحو فهوم مغشوشة، بل كثيرًا ما خرج الإرهاب من عباءة مذاهب اجتماعية واقتصادية بل وسياسية.
وأضاف د. عفيفي -خلال الجلسة الثالثة لندوة الأزهر الدولية "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل" اليوم الاثنين- أن البشرية اليوم تتطلع إلى العودة لجوهر الأديان الإلهية وتعاليمها الإنسانية والخلقية، بعد أن جرَّبت الكثير والكثير من الحروب التي جرّت الويلات على الشعوب، وجعلتها تعيش حالة من القلق وعدم الاستقرار مما يتطلب تعاون قادة الأديان لتفعيل القيم الروحية والقيم الإنسانية.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن المتأمل المنصف في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تخطئ عيناه هذا الكيلَ بمكيالين بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، رُغم اشتراك الكل في عريضة اتهام واحدة، وقضية واحدة هي قضية العنف والإرهاب الديني، فبينما مرَّ التطرُّف المسيحي واليهودي بردًا وسلامًا على الغرب دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهيين؛ إذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام، وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة.
واختتم د. عفيفي كلمته بالتأكيد على أن الأزهر استجاب للاحتياجات المُتجدِّدة للواقع المعاصر، وللتحدِّيات التي يَتعرَّض لها الدِّين والمجتمع والدُّوَلة الوَطَنيَّة، إدراكًا منه للمَخاطِر الجَمَّة التي تَعتَرِض تجرِبة التَّعدُّديَّة الدِّينيَّة الفريدة، في مجتمعاتنا ومجالنا الحضاري.
وتبحث الندوة، على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، وتتضمن الندوة ثماني جلسات، تتناول عدة محاورة، من أبرزها: " تطور العلاقة بين الإسلام والغرب" و"التوتر بين المسلمين وباقي الأوربيين.. المواطنة هي الحل"، و"القومية والشعبية ومكانة الدين"، و"الديموغرافيا والأيديولوجيا والهجرة والمستقبل"، كما تستعرض الندوة بعض تجارب التعايش الناجحة، مثل مبادرة "بيت العائلة المصرية" و"التجربة السويسرية".