23 أكتوبر, 2018

خلال كلمته بندوة الأزهر الدولية عن "الإسلام والغرب".. الشيخ علي الأمين: الأديان لا تدعو للعصبية والشعبوية بل إلى مكارم الأخلاق

قال فضيلة الشيخ/ علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين: إن القومية والشعبوية إذا كانت تعني العَيشَ خلف أسوارٍ من التعصب والانغلاق والعنصرية، وإعلاء النُّعَرات الطائفية والعِرْقيّة؛ فهي شيءٌ مرفوض، لأنها تؤدّي إلى نشر الكراهية داخل المجتمع نفسِه، وبين المجتمعات بعضها البعض، لافتًا إلى وجود تَجاربَ بهذه الصورة السيئة خلال القرن الماضي.
وأضاف الشيخ علي الأمين، في كلمته خلال الجلسة الأولى لليوم الثاني، من ندوة الأزهر الدولية "الإسلام والغرب.. تنوُّعٌ وتكامُل"، والتي جاءت تحت عنوان: " القومية والشعبية ومكانة الدين": أن الأديان رفضت القومية والشعبية بهذه الصورة العنصرية ونبَذتها، واعتبرتها من الأمور التي تزيد من الكراهية وتدعو للتفرقة، مؤكدًا أن الأديان تتجاوز الحدود الضيقة إلي الآفاق الواسعة؛ ليتحقق التكامل والتعارف والتعايش السلمي المشترَك بين جميع البشر.
واختتم "الأمين" كلمته بالتأكيد على أن الأديان لا تدعو إلى العصبية، بل تدعو إلى مكارم الأخلاق، فمعيار التفاضل هو القيَم والأخلاق والتعاون.
وكان فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد افتتح أمسِ الاثنين أعمالَ الندوة، التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتبحث على مدار ثلاثة أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعَلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشاتٍ مستفيضة يشارك فيها نخبةٌ من القيادات والمتخصصين في العَلاقة بين الإسلام والغرب؛ وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم؛ كمواطنين فاعلين ومؤثِّرين، مع الحفاظ على هُوِيّتهم وخصوصيتهم الدينية.
وتَهدِف الندوة إلى تَجاوُز الصور النمطية والتصورات المسبقة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، وصولًا إلى فهمٍ مشترَكٍ، يقوم على رؤيةٍ موضوعية وأُسسٍ علمية، بعيدًا عن النظرة الاتهامية التي تُرَوِّجها بعض وسائل الإعلام لربط التطرف والإرهاب بالإسلام.
وتتضمن الندوة ثمانيَ جلساتٍ؛ تتناول عِدّة مَحاوِرَ، من أبرزها: "تطوُّر العَلاقة بين الإسلام والغرب"، و"التوتر بين المسلمين وباقي الأوروبيين.. المواطنة هي الحل"، و"القومية والشعبية ومكانة الدين"، و"الديموغرافيا والأيديولوجيا والهجرة والمستقبل"، كما تستعرض الندوة بعض تجارب التعايش الناجحة، مثل: مبادرة "بيت العائلة المصرية"، و"التجربة السويسرية".