24 أكتوبر, 2018

المؤرّخ البلجيكي "كريستيان كانويور": أشكر الأزهر ومجلس الحكماء على مساعيهما للتقريب بين الإسلام والغرب

أعرب السيد/ كريستيان كانويور، المؤرّخ البلجيكي، عن خالِصِ شكره وامتنانه للأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين؛ لتَبَنّيهما حوارًا بَنّاءً، يَهدِف إلى محاولة التقريب بين الإسلام والغرب.
وأوضح "كانويور"، في كلمته، خلال الجلسة الثانية في اليوم الختاميّ لندوة الأزهر، والتي جاءت بعنوان: "التعليم الديني.. المُحتوى والأسلوب"؛ أن العنف المتأخّر الذي حدث في بعض البلدان، أَثّرَ بالسَّلْب على صورة الإسلام والمسلمين؛ حيث حاوَلَ غيرُ المُنصِفين استغلالَ هذا العنفِ؛ لإلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالإسلام، مُشدّدًا على أن مسئولية محاربة التطرف والإرهاب مسئوليّةٌ تَضامُنيّةٌ بين العالَم كلِّه، مع أهمية وجود حوارٍ جادّ، مثل هذه الندوة العالمية؛ لتغيير هذه الصورة السلبية عن الإسلام.
وأشار "كانويور" إلى أن الإسلام تَعَرّضَ في القرون الماضية لحملاتِ تشويهٍ، وهجماتٍ قوية؛ لشَيطَنة الإسلامِ والمسلمين، مؤكّدًا أن هذه الهجماتِ السلبيةَ غيرُ صحيحة، ويُفَنِّدها التاريخُ؛ الذي يَشهد أن المَسيحيين عاشوا في سلامٍ وأمان، في ظِلّ الحُكم الإسلامي، في حين عانَوْا من الاضطهاد والظلم، خارجَ هذا الحُكم.
وكان فضيلة الإمام الأكبر، أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد افتتح أوّلَ أمسِ، أعمال الندوة، التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وتبحث على مدار ثلاثة أيام، بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعَلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة، يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين في العَلاقة بين الإسلام والغرب؛ وذلك بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثّرين، مع الحفاظ على هُوِيَّتهم وخصوصيتهم الدينية.
وتَهدِف الندوة إلى تجاوز الصور النمطية والتصورات المسبقة فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، وصولًا إلى فهمٍ مشترَكٍ، يقوم على رؤية موضوعية وأسس علمية، بعيدًا عن النظرة الاتهامية التي تُرَوِّجها بعض وسائل الإعلام لربط التطرف والإرهاب بالإسلام.
وتتضمن الندوة ثمانيَ جلساتٍ، تتناول عدّة مَحاوِرَ؛ من أبرزها: "تطور العَلاقة بين الإسلام والغرب"، و"التوتر بين المسلمين وباقي الأوروبيين.. المواطنة هي الحل"، و"القومية والشعبية ومكانة الدين"، و"الديموغرافيا والأيديولوجيا والهجرة والمستقبل"، كما تستعرض الندوة بعض تجارب التعايش الناجحة؛ مثل: مبادرة "بيت العائلة المصرية" و"التجرِبة السويسرية".