14 يونيو, 2016

الإمام الأكبر: الملحدون يجهلون طرق الاستدلال على وجود الله وهم أبعد الناس عن المنهج العلمي

قال فضيلة الإمام الأكبر، إن مَن ينكر وجود الله تعالى يجب عليه أن يفسر لنا كيف نشأت الأديان؟ لأنه لا يمكن الاعتراف بالرسالات دون الاعتراف بالمرسِل؛ إذ الاعتراف بالدِّين كرسالة هو اعتراف بمن أنزل هذه الرسالة، موضحًا أن الملحدين اضطروا إلى أن يقولوا إن الأديان تمثيلية صنعها الإنسان، ووجدناهم يفسرون وجود الدِّين بتفسيرات عجيبة، فبعضهم يدعي أن الإنسان نشأ دهرًا طويلًا يعرف الصناعات ويعرف الزراعة، ولكنه فجأة قال بالدِّين حين سمع صوت الرعد ورأى نور البرق وشاهد المطر الشديد والزلازل والبراكين وأداه ذلك إلى الخوف من الطبيعة، وخوفه منها جعله يتقرب إليها، واقتنع بفكرة عبادته للطبيعة، وهذه فكرة الوثنية.
وأضاف فضيلته في حلقة أمس من برنامجه (الإمام الطيب) الذي يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصري وقنوات سي بي سي إكسترا، وإم بي سي مصر، وتليفزيون أبو ظبي وعدد من القنوات الفضائية الأخرى، أن بعض الشباب الملحد يخطئ حين يقول إنه لا يوجد دليل مادي على مَن خلق الكون؛ لأنه يستخدم دليلًا حسيًّا لإثبات قضية عقلية، وكان من المفترض الرجوع إلى دليل مادي لإثبات أمر مادي مستخلص من منهج استدلال حسي، مؤكدا أن قضية وجود الله تعالى لا يثبتها إلا العقل؛ ولذلك فإن القرآن الكريم تحدث عن هذه القضية فقال: "فاعلم أنه لا إله إلا الله" يعنى فكر وانظر وتدبر، لا شاهد أو اسمع...
وبالتالي فقضية وجود الله أو إنكار وجود الله تقوم على منهج عقلي استدلالي محدد يعتمد على ما يسمى ببديهية موجودة عند الإنسان وهي ضرورة الربط بين الأسباب والمسببات، بمعنى أن كل مسبب لابد أن يكون له سبب.
 وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن الملحد يؤمن بالكون لكنه لا يؤمن بأن لهذا الكون صانعًا؛ لأن القوانين الطبيعية والتجارب لم تعطه مؤشرًا على وجود الله، مبينًا أن الملحد دائمًا ما يتهرب من الأسئلة التي تعرض عليه ولا يستطيع مواجهتها، بخلاف المؤمن فإنه أوسع عقلًا وأبعد نظرًا منه؛ لأنه رجل مخلص يتصدى لكل ما يُعرض عليه مِن أسئلة ويتفكَّر فيها.
وأكد فضيلته أنَّ الملحد حينما يلحد يزعم أنه يستند إلى العلم، وينسى أنه يهدم العمود المحوري في العلم، وهي نظرية الأسباب والمسببات، فالعلم ليس إلا اكتشافا أو ربطًا لظاهرة هي سبب في ظاهرة أو ظاهرة هي سبب في اختفاء ظاهرة؛ ولذلك فإن خطوات التجربة العلمية كلها قائمة على ربط بين السبب والمسبب، مشيرًا إلى أن الملحد يقف عاجزا أمام نقطة البداية، لأنها توقفه أمام مفارقة عجيبة فهو إما أن يتخلص من الإلحاد وهذا عزيز عليه وإما أن يضلل ويشدك بعيدًا عن هذه النقطة -نقطة البداية- ويغرقك في التفسيرات المادية في هذا الكون فيما بعد، حتى إن "دارون" عجز عن أن يفسر الكون، فذهب يفسره بالطحالب والحيوانات البحرية ونظرية التطور.
واختتم فضيلة الإمام الأكبر حديثه بأن الإلحاد عمى، والإيمان نور، والله نور السموات والأرض، وهذا النور هو العلم، مؤكدًا أن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، هي فطرة الاعتراف بوجود الله، وهي موجودة في الإنسان وفي الحيوان وفي النبات وفي الجماد، قال تعالى:(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ).

 


كلمات دالة: