21 يناير, 2016

بيان "كبار العلماء بالأزهر" انتفاضة جاءت في وقتها تماماً في وجه الحملات المغرضة التي يشنها الإعلام

مقال للكاتب المغربي عبد القادر الإدريسي

قال الكاتب المغربي عبد القادر الإدريسي رئيس تحرير مجلة "الإسلام اليوم" التي تصدر عن منظمة الإسيسكو: إن الحرب على الإسلام في وسائل الإعلام، لا تكاد تختلف عن الحرب التي يشنها تنظيم داعش الإرهابي على الإسلام. ففي جميع الأحوال، هناك كراهية للإسلام، وإصرار على الإساءة إليه وإظهاره للعالم في صورة دين الإرهاب والظلام والتخلف والانحطاط، لافتًا إلى أن لداعش وجوهًا متعددة، تنتحل صفة الإسلام بينما الإسلام منه براء، وأن الصفة المشتركة بين الدواعش هي محاربة الإسلام، والإساءة إليه، وتحريف أحكامه وتعاليمه، وتزييف حقائقه، وتشويه صورته أمام العالم، وكراهية الناس فيه.

وأشاد الإدريسي في مقال له كتبه تحت عنوان: "ماذا يجري في مصر؟: الأزهر الشريف ينتفض في وجه الحرب الإعلامية على الإسلام" - بالبيان الأخير لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، واعتبره مبادرة غير مسبوقة تحسب لهذه المؤسسة الدينية الكبرى والرائدة التي كانت عبر العصور القلعة المنيعة التي تصدّ الهجوم على الإسلام وتنشر تعاليمه وثقافته وشريعته السمحة، وتحمي بيضة الإسلام، وتعلي راية أهل السنة والجماعة ومبادئ الاعتدال والوسطية، وتدافع عن قضايا الأمة الإسلامية، وتتصدى للظلم والبغي والعدوان على كرامة الإنسان على مر الأزمنة.

وأكد أن بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف التي هي أعلى سلطة علمية شرعية أكاديمية في الأزهر الشريف، هو انتفاضة، جاءت في وقتها تمامًا، في وجه الحملات المغرضة التي يشنها الإعلام، أو بعبارة أدق قطاع واسع من هذا الإعلام، ضد الإسلام على نحو غير معهود طوال العهود السابقة، تشارك فيها بعض الفضائيات وبعض الصحف، سواء الرسمية (التي تعرف في مصر بالصحف القومية) أو الحزبية أو الخاصة، وكلها تشن هجومًا سافرًا على الثقافة الإسلامية، وعلى الفكر الإسلامي.

وحذر من خطورة البرامج التلفزيونية التي يشارك فيها الكارهون للإسلام؛ لأنها تشكل درعًا من الدروع التي يستخدمها أعداء مصر المتآمرون على أمنها واستقرارها وقوتها وازدهارها، لضرب الإسلام. وبذلك يكون هؤلاء يسيرون في سكة واحدة مع داعش، وإن لم يحملوا سلاحًا، لأن منابرهم وأقلامهم هي السلاح الفتاك الذي يلتقي مع السلاح الذي يستخدمه التنظيم الإرهابي داعش في تحقيق الأهداف الشريرة التي تجمعهم.

إن بيان هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، حدث بالغ الدلالة ينتظر أن يكون له ما بعده.

 

 

 


كلمات دالة: