- لا مجال للتجديد في الأصول ولا فيما فيه نص.
- فتح باب الاجتهاد على مصراعيه لغير المتخصصين سيحدث فتنة وبلبلة.
- تجريح أئمة الإسلام ورموز الأمة تعتبر بادرة خطيرة.
قال الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في برنامج "بوضوح" المُذاع عبر فضائية "الحياة" مع الإعلامي عمرو الليثي، الاثنين 1 فبراير 2016، إن الخلاف من طبيعة الأشياء حتى في الأحكام الشرعية، واختلاف العلماء رحمة بهذه الأمة، وقد قضى الأزهر الشريف ما يزيد عن ألف عام وهو يحتضن طلاب العلم، وينشر رسالة الإسلام الوسطية في ربوع العالم، وما كان في عهدٍ من العهود حاجة إلى أن يقال جددوا الخطاب، وإنما كانت هناك اجتهادات، وعندما ظهرت مطالبات بتجديد الخطاب سارع الأزهر الشريف بتلبية هذا الأمر، مشيرًا إلى أن تطوير الخطاب الديني يكون من خلال تطوير الأسلوب وفي أمور جدت على الحياة؛ لأن آليات الخطاب الديني في هذا العصر قد تغيرت وتزايدت مع وسائل الخطاب، ولذلك استُحدثت آليات جديدة ومتطورة لتواكب العصر.
وحول قضية الحجاب وما يثار حوله، أوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هناك نصًّا قرآنيًّا يؤكد فرضية الحجاب حيث يقول الله تعالى: "ولا يُبدين زينتهن إلا ما ظهر منها"، وإذا ظهر أحد يقول: لا داعي للحجاب، نقول له: أنت مخطئ، إذ النص القرآني واضح في ذلك، أما فيما يتعلق بالنصوص الفقهية فالموجود والأصل لا خلاف عليه، فالحجاب فرض بنص الكتاب والحديث وفعل أمهات المؤمنين وليس فيه خلاف ولا مجال للاجتهاد في ذلك؛ لأن التجديد لا يكون في الأصول ولا فيما فيه نص، ولم يرد في التاريخ خلع الحجاب بحال من الأحوال.
وحذَّر فضيلته من خطورة فتح باب الاجتهاد على مصراعيه لغير المتخصصين، لما يترتب عليه من حدوث بلبلة وفتن، لافتًا إلى أن ميثاق الأمم المتحدة نفسه قال: تُقيد حرية الكلمة إذا كانت تنال من الأديان والشرائع، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن أترك أحدًا يجور على ديني، لكن في الوقت نفسه أؤمن بجميع الأديان السماوية والأنبياء ولا أتعصب لعقيدتي أو أي عقيدة تجاه الأخرى.
وحول أحاديث الإمام البخاري، شدد الدكتور أحمد عمر هاشم على أن "صحيح البخاري" ليس به حديث واحد غير صحيح، قائلا: "أشهد الله أنه بعد التحقيق والتدقيق والرجوع للشروح القديمة والحديثة ما وُجد في البخاري حديث غير صحيح، وأشهد الله أن جميع ما في البخاري أحاديث صحيحة، وأنه أصح كتاب بعد كتاب الله"، مضيفًا: " أي محاولة لتجريح أئمة الإسلام ورموز الأمة تعتبر بادرة خطيرة، ومن أراد أن يستفسر عن أي شيء فأبواب الأزهر الشريف مفتوحة على مصراعيها للجميع".
واستنكر عضو هيئة كبار العلماء، تشبيه البعض لدور الأزهر الحالي بدور الكنائس في العصور الوسطى، قائلاً:"هذا بهتان ولا أساس له من الصحة"، فالأزهر ظل طوال تاريخه ينشر سماحة الإسلام، وما زال يمارس هذا الدور، ويقوم على حفظ التراث وأشرف العلوم، ويدرس بأروقته علوم الفقه والتفسير والحديث والتوحيد لكافة الناس، مؤكدًا أن المصريين وغير المصريين عرفوا قيمة الأزهر، حيث قال أحد كبار المؤرخين: إن من يذهب إلى مصر سيعرف قيمة الإسلام ومجده وعزه؛ لأن بها الأزهر، مختتمًا حديثه بالتأكيد على أن دور الأزهر الشريف لم ولن يتراجع، وما زال يؤديه على أكمل وجه، وسيظل شامخًا قويا مهما حاول المتربصون به تشويه صورته.