29 يوليه, 2016

خطيب الجامع الأزهر: المعتدي على إخواننا المسيحيين هو خصم رسول الله يوم القيامة

- نصارى نجران أقاموا صلواتهم الخاصة في المسجد النبوي

ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر الدكتور محمد عبدالعاطي، الأستاذ بجامعة الأزهر، حيث دار موضوعها عن "الوحدة الوطنية وحقوق المسيحيين في الإسلام".

قال الدكتور عبدالعاطي إن البعض يحاول أن يثير الشباب ضد إخواننا المسيحيين مستخدمين في ذلك شعارات دينية، رغم أن كل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية يحث على البر بأهل الكتاب وخاصة المسيحيين ومودتهم وحسن مخالطتهم، ونهى عن ظلمهم والتعدي عليهم، لقوله- صلى الله عليه وسلم-:( ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة)، بل إن المعتدي على إخواننا المسيحيين هو خصم رسول الله يوم القيامة، كما ورد في أحاديث عدة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.

وأوضح خطيب الأزهر أن القرآن الكريم لا توجد به أي آيات تبرر ما يفعله البعض ضد إخوة الوطن، فالإسلام رسم العلاقة بين شركاء الوطن على أساس البر والإحسان والقسط، لقوله:( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، ومن يخالف ذلك ليس من المقسطين وهو ظالم لنفسه عاص لربه.

وبين الأستاذ بجامعة الأزهر أن الله –عز وجل – عد المسيحيين الأقرب إلى المسلمين، حيث قال:( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون)، مشيرًا إلى أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عندما زاره وفد نصارى نجران، استقبلهم واستضافهم استضافة كاملة في مسجده الشريف، يأكلون ويشربون ويباتون، بل جعلهم يقيمون صلواتهم الخاصة فيه.

وأضاف فضيلته أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أوصى بصورة خاصة بالمسيحيين في مصر، حيث قال: ( إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما)، مبينًا أن حكمة الله –عز وجل- أن يجعل الناس مختلفين، ولو شاء لخلقهم على دين ومذهب واحد، (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).

وذكر خطيب الجامع الأزهر أن القرآن الكريم ذكر فضل سيدنا عيسى- عليه السلام- العديد من المرات، فلم يرد فيه حديث عن ميلاد أحد من الأنبياء سوى موسى وعيسى عليهما السلام، كما اصطفى الله أمه مريم على نساء العالمين، وجاءت سورة كاملة باسمها، كما جاءت سورة أخرى باسم آل عمران، وكان ميلاده عليه السلام معجزة خلدها القرآن الكريم إلى يوم القيامة.

وبعد انتهاء صلاة الجمعة قام رواق الجامع الأزهر بترجمة الخطبة إلى اللغة الإنجليزية لغير الناطقين باللغة العربية في رواق المغاربة.


كلمات دالة: