20 فبراير, 2025

مفتي الديار المصرية يدعو لتأسيس رابطة عالمية مستقلة تُعنى بتوحيد جهود المؤسسات العاملة في مجال التقريب بين المذاهب

عضو حكماء المسلمين: الحوار الإسلامي يجمع بين المتحاورين ويرفض الأحكام التي تباعد بينهم

قال أ.د/ نظير عياد، مفتي الديار المصرية: إن الحوار بين طوائف المسلمين لم يكن يومًا نافلة من القول، بل فريضة إيمانية منذ أن أشرق النور الأول لهذا الشرع الحنيف، والسعي للإصلاح بين الإخوة وصيةٌ تُذكِّر بأن المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، لافتًا إلى أن الحوار هو جسر الأمة الأمين لجمع كلمتها، واليوم آمال الأمة معقودة على علماء الأمة ومرجعياتها الإسلامية، وعلينا أن نداوي جرح الماضي، وأن نصنع لأبنائنا جسرًا يعبرون به إلى بر آمن؛ تُشرقُ فيه شمسُ السلام فوق كل خلاف.

وأكد مفتي الديار المصرية -خلال كلمته التي ألقاها بمؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي، المنعقد بالعاصمة البحرينية المنامة، تحت عنوان: "أمة واحدة ومصير مشترك"- أن غياب مفهوم المواطنة العادلة كان البذرة الأولى التي نبتت منها شجرة التعصب الطائفي الخبيثة، وبسبب التعصبات الطائفية تنقلب الأوطان إلى ساحات من الكراهية والتناحر والقتال، ولقمة سائغة للتدخل الأجنبي؛ لتحقيق مآربه؛ داعيًا إلى تأسيس رابطة عالمية مستقلة تُعنى بتوحيد جهود المؤسسات العاملة في مجال التقريب بين المذاهب الإسلامية، تهدف إلى تعزيز التفاهم المشترك، ودعم قيم المواطنة، وتطوير آليات التواصل المستدام بين العلماء والمؤسسات.

من جانبه، أوضح السيد/ علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن الحوار الإسلامي يجمع بين المتحاورين ولا يفرق بينهم، مؤكدًا أنه لن يصلح أمر هذه الأمة اليوم إلا بما صلح عليه أولها؛ فقد اعتصم أبناؤها الماضون بحبل الله جميعًا ولم يتفرقوا، وأصبحوا بنعمة الله إخوانًا، وانتهوا عن الخلاف والنزاع؛ فقويت ريحهم، وارتفعت رايتهم، وجعلوا لأمتهم المكانة اللائقة بين الأمم؛ حتى غدوا بحق خير أمة أُخرجت للناس، فالمطلوب منا جميعًا أن نبتعد عن كل عوامل الفرقة والانقسام، وأن ندرك أن وحدة الأمة هي من مقاصد شريعتنا السمحاء.

وبيَّن عضو مجلس حكماء المسلمين أن التعددية في الرأي نشأت من الدعوة الصريحة للتمسك بالكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة، مشددًا أن الاختلاف بين العلماء في الرأي لم يصنع الخلاف، بل الذي صنع الخلاف هو استغلال هذه التعددية الفقهية أسوأ استغلال للفرقة والشقاق، بعد أن كانت تلك التعددية مصدرًا للثراء الفقهي من خلال مدارسها المتنافسة على العلم والمعرفة تحت راية الإسلام، الذي يجمعها كلها بعيدًا عن الصراعات، مطالبًا بضرورة مواجهة الطائفية الطارئة على مجتمعاتنا وبلادنا. 

جدير بالذكر، أن المؤتمر يأتي استجابة لدعوة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال ملتقى البحرين للحوار في نوفمبر عام 2022م، وبرعاية كريمة من جلالة الملك/ حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة أكثر من (٤٠٠) شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيَّات الإسلامية، والمفكرين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم؛ حيث يهدف إلى تعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المسلمين، والتأسيس لآلية حوار علمي دائمة على مستوى علماء ومرجعيات العالم الإسلامي.