عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: يجب أن نجعل رمضان محطة إيمانية يتجدد فيها العهد مع الله
واعظة بمجمع البحوث الإسلامية: هناك معانٍ قلبية لو فعلها الفرد خلال أيام رمضان لتغيرت حياته
باحثة بالجامع الأزهر: شهر رمضان هو موسم السَّنَة الذي تشتاق له قلوب المؤمنين
انطلاقًا من دوره الدعوي والتنويري -خلال شهر رمضان المبارك- واصل الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، الموافق ١١ رمضان ١٤٤٦هـ، عقد فعاليات ملتقى "رمضانيات نسائية" برواق الشراقوة تحت عنوان: "الصيام واغتنام الأوقات"، بحضور: د/ أمنية طاهر، عضو المركز العالمي للفتوى الإلكترونية، وأ/ آية السيد، الواعظة بمجمع البحوث الإسلامية، ود/ حياة حسين العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.
أكدت د/ أمنية طاهر، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على ضرورة أن ينتبه الشباب لأهمية إحياء قيمة الوقت وحُسن استغلاله، خاصة في ظل ما تشهده حياتنا اليومية في العصر الحالي من ملهيات كثيرة ومتلاحقة؛ حيث أوصنا الرسول الكريم في الحديث الشريف: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"، كما أرشد الإسلام إلى اعتبار الوقت نعمةً ينبغي علينا عدم إضاعتها؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة، والفراغ) [رواه البخاري].
كما أشارت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أن شهر رمضان الكريم فضَّله الله وأنزل فيه القرآن، وميَّزه بالأوقات المباركة التي يجب اغتنامها، مثل: وقت السَّحَر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله ينزل كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر؛ فيقول: مَنْ يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟"، كما يجب اغتنام وقت الإفطار؛ حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم".
وتُعدُّ ليلة القدر هي أكبر غنيمة في هذا الشهر الفضيل، وقد كان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يُبشِّر أصحابَه بقدوم رمضان؛ ليستعِدُّوا له بما يليقُ به من التوبة والأعمال الصالحات. ولفتت لأهمية أن يستغل كل مسلم ومسلمة هذه الأوقات؛ حيث تتضاعف الحسنات، وتتنزل الرحمات؛ لكي يكون رمضان محطة إيمانية يتجدد فيها العهد مع الله.
بينما استعرضت أ/ آية السيد، الباحثة بمجمع البحوث الإسلامية، أفضل الوسائل لاستغلال الوقت فيما يعود على المرء بالنفع في دنياه وأخراه خلال شهر رمضان المبارك، من خلال الاستعانة بالله وحده، وصدق التوجه إليه، ثم تنظيم الوقت وتقسيمه تقسيمًا دقيقًا محكمًا؛ بحيث يجعل جزءًا منه لتدبير شئون معاشه التي لا بُدَّ له منها، وجزءًا آخر لأوراده اليومية وأذكاره الصباحية والمسائية؛ فإن ذلك مما يحفظ على المرء وقته، فضلًا عن اختيار الصحبة الصالحة التي تُعين المرء على الخير، وتبعده عن الشر.
وأضافت أ/ آية السيد، أنه بجانب العبادات الحسية في رمضان، هناك معانٍ قلبية لو فعلها الفرد خلال أيام رمضان لتغيرت حياته، ومن هذه المعاني: تذكُّر أن الله يعتق في كل ليلة من رمضان أقوامًا من النار عتقًا نهائيًّا، لا عذاب بعده، ولا حزن، ولا خوف بعد الموت، استشعار أن قدرك يُكتب في ليلة القدر، وتُحدد الأرزاق والآجال والأحداث.
ومن جانبها، ناقشت أ/ حياة العيسوي، فضائل الصيام في رمضان، مؤكدةً أن للصوم جزاء عظيمًا؛ حيث جعل الله صيامه مغفرة للذنوب، وقيام لياليه كفارة للسيئات. وأشارت إلى أن رمضان هو موسم الخير الذي تفتح فيه أبواب الرحمة، وتُغلَق أبواب الشر، ويُصَفَّد فيه مردة الشياطين، وتُستجاب فيه الدعوات.
وفي ختام حديثها، قدَّمت أ/ حياة عددًا من النصائح لاستغلال الوقت في هذا الشهر، مشددة على أهمية الاستعانة بالله، والتوجه إليه بصدق، وتنظيم الوقت بين العمل الصالح والشئون اليومية. كما أكدت على ضرورة اختيار الصحبة الصالحة التي تُعين على الخير، وحثت المسلمين على السؤال عن أعمالهم في كل يوم من أيام رمضان، وهل استغلوا أوقاتهم في الطاعة أم في الغفلة واللهو.
جدير بالذكر، أن ملتقى "رمضانيات نسائية" يأتي في إطار الخطة العلمية والدعوية للجامع الأزهر خلال شهر رمضان، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. ويهدف الملتقى إلى تعزيز الوعي الديني للنساء، من خلال مناقشة موضوعات فقهية وعلمية تخص المرأة المسلمة في رمضان، إلى جانب تحفيزهن على الاستفادة الروحية من هذا الشهر الكريم عبر فَهْم وتدبر القرآن، والعمل بتعاليمه، كما يسعى الملتقى إلى تجديد روح الصيام، والقراءة والتدبر للقرآن في قلوب المشاركات، ودعمهن في رحلتهن الروحية والتربوية.