22 مارس, 2025

ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية: الإسلام جعل حقوق الجار في مصاف الحقوق

«كف الأذى» أدنى حقوق الجار.. والكرم أعلاها

الألعاب النارية أذى فاحش ومهزلة يعف عنها مجتمعنا

الجار المشرك له حق على جاره المسلم


     عقد الجامع الأزهر، اليوم السبت، عقب صلاة التراويح، ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية المعاصرة؛ حيث جاء موضوع اليوم تحت عنوان: "حقوق الجار في الإسلام ..رؤية مجتمعية"، وذلك بحضور: الأستاذ الدكتور/ رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، والدكتور/ أحمد همام، المدير العام بهيئة كبار العلماء، وتقديم الشيخ/ إبراهيم حلس، مدير إدارة شئون الأروقة بالجامع الأزهر.

أوضح الدكتور( رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، أن
معنى الجار لا يقتصر على الجار في المسكن، وإنما يشمل الجار في العمل، والجار في السوق، وفي الدراسة، وفي كل عمل، مؤكدًا أن هذا الجار  له حق على المسلم، لافتًا إلى أن حق الجار هو حق إنساني قبل أن يكون حق الدين، والجنس، واللغة، واللون، وهذا ما حدده لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: "الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق؛ فالجار الذي له ثلاثة حقوق الجار المسلم ذو الرحم؛ فله حق الجوار، وحق الإسلام، وحق الرحم. وأما الذي له حقان، فالجار المسلم له حق الجوار، وحق الإسلام. وأما الذي له حق واحد، فالجار المشرك".

وأكد الدكتور/ الصاوي، أن حُسن الجوار من حسن التعبد إلى الله عز وجل؛ فالله تبارك وتعالى يقول: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، وكما قال رسولنا الكريم: "خير الجيران خيرهم لجاره". كما جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق الجار بعشرة أضعاف حق غيره، موضحًا أن حق الجار على جاره المسلم أن يرد عليه السلام، وأن يجيب دعوته إذا دعاه، وأن يكف أذاه عنه، وأن يصبر على أذاه أيضًا.
 
من جانبه، أوضح الدكتور/ أحمد همام، المدير العام بهيئة كبار العلماء، أن الإسلام قد جعل حقوق الجار في مصاف الحقوق، موضحًا أن أدنى هذه الحقوق هو كف الأذى (إن لم تنفعه فلا تضره)؛ أي: لا بد أن يكف المسلم أذاه عن جاره، والدرجة الثانية وهي أرقى (أن تتحمل أذاه)؛ عملًا بقوله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}. أما الدرجة الثالثة، فهي أن تكرم جارك؛ كما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي جارينِ فإلى أيِّهما أُهْدِي؟ قال: "إلى أقربهما منكَ بابًا"، محذرًا من حرمة أذى الجيران، وخطورة تعريضهم للخطر كما يحدث في تلك الأيام من خلال الألعاب النارية، مؤكدًا أن هذه الألعاب قد تسبب أذى وكوارث لا تعرفها مجتمعاتنا، وللأسف نجد بعض أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على اللعب بها، وربما كان هناك جارٍ لهم مريض، أو نائم، أو صغير، أو كبير في السن، تسبب له تلك الألعاب ضررًا بالغًا وإزعاجًا شديدًا، وربما تحدث بسببها مشاجرات بين الجيران بسببها، وهذا إن لم تصب أحدًا بأذاها المباشر.


الأبواب: الرئيسية, أخبار