24 مارس, 2025

الجامع الأزهر ينظم ملتقى حول التراث الإسلامي بين التقديس والتجديد

ملتقى الجامع الأزهر:

الأمة التي تبحث عن نهضتها بعيدًا عن التراث كشجرة تبحث عن مائها دون جذور

الانغلاق على التراث بعيدًا عن مستجدات الواقع يُحوِّله إلى إرث جامد يعيق بناء الحضارة

 

     عقد الجامع الأزهر، اليوم الإثنين الموافق ٢٤/ ٣/ ٢٠٢٥م، ملتقى "الأزهر للقضايا الإسلامية المعاصرة" عقب صلاة التراويح، تحت عنوان: «التراث الإسلامي بين التقديس والتجديد»، بمشاركة الدكتور/ محمد الجُبة، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر وعضو مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، والدكتور/ أيمن الحجار، الباحث بهيئة كبار العلماء، وأدار الحوار الشيخ/ وائل رجب، الباحث بالجامع الأزهر.

أكد الدكتور/ محمد الجُبة، أن أي أمة تسعى للنهوض لا بُدَّ أن تستند إلى تراث معرفي وثقافي وديني رصين، مشيرًا إلى أن انقطاع الأمم عن تراثها يشبه "شجرة بلا جذور"، ما يفقدها القدرة على الاستمرار والتطور.

وأضاف الجُبة، أن الانغلاق على التراث دون تفاعل مع مستجدات الواقع يُعدُّ موقفًا غير مجدٍ أيضًا؛ لأنه يُحوِّله إلى إرث جامد يعيق بناء الحضارة، موضحًا أن النهضة الحقيقية تستلزم الربط بين الموروث الثقافي والديني وبين متطلبات العصر، عبر انتقاء ما يخدم الواقع المعاصر، وتجديده بما يتوافق مع روح العصر، مع الحفاظ على ثبات النصوص الشرعية التي لا تقبل التغيير.

من جانبه، تناول الدكتور/ أيمن الحجار، دور التراث في الحفاظ على الهوية الحضارية للأمة، مؤكدًا أن ضياع التراث يعني ضياع التاريخ؛ وبالتالي انهيار الحاضر، مستشهدًا بمقولة الباحث الغربي/ فريدريك، التي ترفض وصف التراث الإسلامي بأنه "ميت"، مؤكدًا أنه إرث حي يعكس تجارب المسلمين عبر العصور، ويقدم حلولًا تراكمية للمسائل المستجدة؛ انطلاقًا من اجتهادات العلماء السابقين، مشددًا على أن التجديد الفكري يجب أن يستلهم المنهجية العلمية للأسلاف في فهم النصوص، مع مراعاة تحولات العصر دون المساس بثوابت الشريعة.

واختتم الملتقى بتوصيات تؤكد ضرورة تبني رؤية متوازنة للتعامل مع التراث، تجمع بين صون الهوية الإسلامية، ومواكبة التحديات المعاصرة، عبر إحياء الفكر الاجتهادي القائم على فهم الواقع، واستلهام الموروث بشكلٍ واعٍ.


 


كلمات دالة:
الأبواب: الرئيسية