المعاملات

05 مارس, 2019

ما هو فضل النظر في المصحف؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد؛

فالمصحف الشريف الذى يحوى بين دفتيه كلام الله تعالى قد ورد في فضل النظر اليه مع التفكر والتدبر أثار منها :

ما رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته (ص: 145) بسنده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَدَامَ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ مَتَّعَهُ اللَّهُ بِبَصَرِهِ مَا بَقِيَ فِي الدُّنْيَا".

وورد الحث على النظر في المصحف عن عدد من الصحابة مرفوعا، وموقوفا، منهم: البراء بن عازب، وابن عباس، وابن مسعود، وعائشة ـ رضي الله عنهم ـ وغيرهم، ورد بطرق متعددة يشد بعضها بعضا، منها:

ما أخرجه تمام في فوائده (1/ 130) بسنده عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ  بِأَصْوَاتِكُمْ وَرَتِّلُوهُ "... الحديث، وفيه: "والنَّظرُ في المصحف عبادةٌ".

وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 240) بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: "أَدِيمُوا النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ".

وبسنده عَنْ يُونُسَ، قَالَ: "كَانَ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ النَّظَرَ فِي الْمَصَاحِفِ".

وقد نص الأئمة على فضل النظر في المصحف ، قال الإمام النووي في التبيان في آداب حملة القرآن (ص: 100)

"قراءة القرآن من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر القلب لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فتجتمع القراءة والنظر هكذا قاله القاضي حسين من أصحابنا وأبو حامد الغزالي وجماعات من السلف ونقل الغزالي في الاحياء ان كثيرين من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقرؤون من المصحف ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف" أ. هــ

قال الإمام المناوي في فيض القدير (3/ 459): "والنظر إلى المصحف"، أي القراءة فيه نظرًا.

ويُستأنس أيضا بما رواه البيهقي في  شعب الإيمان (3/ 509) بسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَعْطُوا أَعْيُنَكُمْ حَظَّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا حَظُّهَا مِنَ الْعِبَادَةِ؟ قَالَ: " النَّظَرُ فِي الْمُصْحَفِ، وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ، وَالِاعْتِبَارُ عِنْدَ عَجَائِبِهِ "، فقرن النظر في المصحف بالتفكر والاعتبار.

فالنظر إلى المصحف عبادة بنص الآثار الواردة في ذلك .. ولكن ينبغي أن يكون مقرونًا بالتفكر والاعتبار .

هذا.. والله تعالى أعلى وأعلم.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.