المعاملات

07 مايو, 2020

الصيام.. دروس وحِكَم (التقوى)

بِاسْمِ اللهِ، وَالْـحَـمْدُ لِلهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ، وَبَعْدُ...

فقد هلَّ الشهرُ الكريم بخيراته ونفحاته وروحانياته التي تربِّي النفوس، وتزكِّي الأخلاق.

جاء الشهر الكريم بعبادة الصوم، التي هي ركنٌ من أركان الدين الإسلامي الحنيف، وعبادةٌ من أعظم العبادات.

جاء لِحِكَمٍ عالية، ومقاصدَ رفيعةٍ وغالية، والتي منها وعلىٰ رأسها:  التقوىٰ.

قال تعالىٰ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

وقال سيدُنا رسول الله ﷺ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ» [متفق عليه]. أي: وقاية.

والتقوىٰ كلمة جامعة لكل خير وعبادة وطاعة، فلا تتحقق حتىٰ يستجيب العبد لأوامر ربه، ويبتعد عن نواهيه.

وقد بيَّن الله تبارك وتعالىٰ بعض صفات المتقين فقال: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].

وقال بعضهم: «إن لأهل التقوىٰ علاماتٍ يُعرفون بها: الصبر علىٰ البلاء، والرضا بالقضاء، والشكر عند النعماء، والتذلل لأحكام القرآن». [الغنية لطالبي طريق الحق (1/ 272)].

فمن رام حقيقة صيام الشهر الكريم فليُحقق معاني التقوىٰ، ومن حقق التقوىٰ هانت عليه العبادة، وسهل عليه الابتعاد عن الشهوات.

نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من عباده المتقين، وأن يرفع عنا الوباء والبلاء؛ إنه سميع قريب.

وَصَلَّىٰ اللهُ عَلَىٰ سَيِّدِنَا مُـحَمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَـحْـبِهِ وَسَلَّمَ أَجْمَعِينَ.


كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.