23 ديسمبر, 2020

مصاحبة الأولاد والتَّلطف معهم

مصاحبة الأولاد والتَّلطف معهم

الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.

وبعد؛ فلقد اهتم الإسلام اهتمامًا كبيرًا بتربية الأولاد، وبَيَّنَ شتى الجوانب التي ينبغي على أولياء الأمور العناية بها، ومن ذلك: مصاحبة الأولاد والتلطف بهم وإشباعهم بالحنان والرفق والمشاعر الدافئة؛ وذلك حتى ينشأ الولد نشأة سوية، مُتَّزِنَ المشاعر والانفعالات، متشبعًا بالعواطف والأحاسيس الإيجابية، لا يشعر باحتياج عاطفي، ولا بفقر روحي؛ بل يشعر بثقة في نفسه، وفي والديه، وفي حرصهما وحبهما له، ويعيش في جو من الحب والسلام والاستقرار، ويثق في نصح أبويه، وتوجيهاتهما له.

والمتأمل في السُّنَّة النبوية الشريفة يرى التوجيه النبوي والتطبيق العملي لهذه المعاني؛ فلقد دخل الأقرع بن حابس على النبي ﷺ فوجده يُقَبِّلُ الحسن بن علي رضي الله عنهما ابن بنته ﷺ، فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدًا منهم! فقال ﷺ: «إن من لا يَرحم لا يُرحم». [متفق عليه]

وأقبل الحسن والحسين والنبي ﷺ يخطب وهما يتعثران في مشيهما، فنزل من على منبره فأخذهما وحملهما. [أخرجه أصحاب السنن]

وكل هذا مما يؤكده علم النفس الحديث؛ فإن الدراسات النفسية والاجتماعية والتربوية الحديثة كلها تجمع على ضرورة ما سبق؛ حيث أكدت احتياج الابن والبنت إلى الحنان وإلى الاحتضان وإلى التقبيل وإلى إظهار الحب والدفء من والديهما.

وهذه المصاحبة والتلطف والحنان تطبيقات عملية لبعض الحقوق الواجبة للولد على والديه.

ولقد قال سيدنا رسول الله ﷺ لسيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «وإن لولدك عليك حقًّا». [أخرجه مسلم]

وقال الأحنف بن قيس: (الأولاد ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، وبهم نَصُولُ على كل جليلة، فإنْ طلبوا فأَعطهم، وإن غضبوا فأَرْضِهم، يمنحوك ودّهم، ويحبوك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقلًا ثقيلا، فيملوا حياتك، ويحبوا وفاتك، ويكرهوا قربك). اهـ.

فكن صديقًا لابنك وبنتك، وكوني صديقة لابنك وبنتك، حتى يثقوا فيكم، وتؤثروا فيهم بسهولة، ويقبلوا توجيهاتكم في أقصر مدة، ولينعموا بكم وتنعموا بهم.

ونسأل الله أن يوفق المربين، ويصلح الناشئة أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

عدد المشاهدة (10723)/التعليقات (0)

كلمات دالة:

رجاء الدخول أو التسجيل لإضافة تعليق.