نظَّم "القسم الثقافي والديني" بإدارة رعاية الشباب، اللقاء المفتوح "شبهات وردود" لطلاب وطالبات مدينة البعوث الإسلامية، بمسجد المدينة، عقب صلاة المغرب، يوم الثلاثاء 17/10/2017م.
وقد ألقى السيد اللواء/ إسماعيل صفوت، رئيس قطاع مدن البعوث الإسلامية، كلمة ترحيب بالسادة العلماء، وجَّه فيها الشكر الجزيل للسادة علماء الأزهر الشريف الذين يقومون بواجبهم نحو تفنيد الشُّبهات الكاذبة التي يلحقها البعض بالإسلام.
هذا وقد تناول اللقاء العديد من الموضوعات من أهمها: ميراث المرأة، وهل ظلم الإسلام المرأة بعدم مساواتها بالرجل في الميراث؟ وقد أكد الأستاذ الدكتور/ عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين، أنَّ الإسلام لم يظلم المرأة في الميراث، وقال: إنَّ الفروق في أنصبة المواريث هي أساس قضية المواريث في الفقه الإسلامي، ولا تختلف الأنصبة في المواريث طبقًا للنوع (الذكورة أو الأنوثة)، وإنما تختلف الأنصبة طبقًا لثلاثة معايير: 1- درجة القرابة بين الوارث والموروث: ذكرًا كان أو أنثى، فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث، وكلما ابتعدت الصلة قلَّ النصيب في الميراث، دونما اعتبار لجنس الوارثين، فترى البنت الواحدة ترث نصف تركة أمها (وهي أنثى)، بينما يرث أبوها ربع التركة (وهو ذكر) وذلك لأنَّ الابنة أقرب من الزوج فزاد الميراث لهذا السبب. 2- موقع الجيل الوارث: فالأجيال التي تستقبل الحياة، وتستعد لتحمل أعبائها، عادة يكون نصيبها في الميراث أكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر الحياة وتتخفف من أعبائها، بل تصبح أعباؤها مفروضة على غيرها، وذلك بصرف النَّظر عن الذكورة والأنوثة للوارثين والوارثات، فبنت المتوفى ترث أكثر من أمه –وكلتاهما أنثى- وترث بنت المتوفى أكثر من أبيه كذلك في حالة وجود أخ لها. 3- العبء المالي: وهذا هو المعيار الوحيد الذي يثمر تفاوتًا بين الذكر والأنثى، لكنه تفاوت لا يُفضي إلى أي ظلم للأنثى أو انتقاص من إنصافها، بل ربما كان العكس هو الصحيح.
ومن جانبه أكد الأستاذ الدكتور/ محمود لطفي جاد، رئيس قسم التفسير بكلية أصول الدين، في ردِّه على سؤال خاص بترتيب سور القرآن الكريم، أكد فضيلته أنَّ الجمهور ذهب إلى أنَّ ترتيب السور كان بتوقيف مِن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم توضع سورة في مكانها إلا بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعليمه أو برمزه على حسب ما سمعوا مِن تلاوته. وممن ذهب إلى هذا: أبو جعفر النحاس والكرماني وابن الحصار وأبو بكر الأنباري.
وقد ذكر فضيلته عددًا مِن الأدلة على ترجيح كون ترتيب السور في المصحف ترتيبًا توقيفيًّا مِن النبي صلى الله عليه وسلم منها: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ بعض السور مرتبة في صلاته، فعن ابن مسعود أنَّه كان يَقُولُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْكَهْفِ وَمَرْيَمَ وطه وَالأَنْبِيَاءِ: "إِنَّهُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الأُوَلِ، وَهُنَّ مِنْ تِلاَدِي". كما أنَّ الصحابة أجمعوا على ترتيب المصحف الذي كُتب في عهد عثمان، ولم يخالف في ذلك أحد، حتى من كان عنده مصاحف مكتوبة على ترتيب آخر، فلو لم يكن الأمر توقيفيًا لحصل من أصحاب المصاحف الأخرى المخالفة في الترتيب، والتمسك بترتيب مصاحفهم، لكن عدولهم عنها وعن ترتيبها، بل إحراقها دليل على أن الأمر ليس فيه مكتبة مجال للاجتهاد، ولا يشترط أن يكون التوقيف بنص صريح، بل قد يكفي فيه الفعل أو الرمز أو الإشارة.
ثم تحدث الأستاذ الدكتور/ سعد جاويش، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين، عن قضية الرِّبا وحكمه الشَّرعي، وقد ذكر فضيلته أنَّ الربا هو زيادة مشروطة مقدمًا على رأس المال مقابل الأجل وحده، وهو محرم. والربا أمر معروف تعامل العرب به في الجاهلية وتعامل به غيرهم، وعُرف به اليهود منذ زمن بعيد، ولو كان هذا الربا غامضًا لسأل الصحابة عنه حتى يعرفوه، فقد كانوا أحرص الناس على معرفة دينهم. وقد حُرِّم الرِّبا بالقرآن والسُّنة والإجماع؛ حيث يقول القرآن الكريم: ﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾، ويقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً﴾.
وفي السُّنة النبوية الشريفة: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَلاَ تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلاَ تَبِيعُوا الْوَرِقَ بِالْوَرِقِ إِلاَّ مِثْلاً بِمِثْلٍ، وَلاَ تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، وَلاَ تَبِيعُوا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ". وقد أجمع علماء الأُمة الإسلامية على تحريم الرِّبا.
يأتي هذا اللقاء في إطار تنفيذ خطة النشاط الثقافي بقطاع مدن البعوث الإسلامية، وأشرف على تنظيم اللقاء الدكتور/ عبد العزيز عبد اللطيف مبروك، مدير القسم الثقافي بمدينة البعوث الإسلامية.