نظّم القسم الثقافي بإدارة رعاية الشباب بمدينة البعوث الإسلامية، ندوةً أدبية بعنوان: "فنّ كتابة السيرة الذاتية"، يوم الإثنين الموافق 26/3/2018م، بقاعة الاحتفالات الكبرى، عقب صلاة المغرب.
وألقى د/ عبد العزيز عبد اللطيف، مدير القسم الثقافي بالمدينة، كلمةَ ترحيبٍ بالسادة النُّقّاد، ثم ذكَر نماذجَ من السِّيَر الذاتية المعروفة ومنها: كتاب "الساق على الساق فيما هو الفارياق" لأحمد فارس الشدياق، وهي أول سيرة أدبية في العصر الحديث؛ و"الأيام" لطه حسين؛ و"أيامي" لأحمد السباعي، ثم ما كتبه توفيق الحكيم مثل: "يوميات نائب في الأرياف"؛ و"سجن العمر"؛ و"زهرة العمر"؛ و"حياتي" لأحمد أمين.
وأكّد "عبد العزيز" أنَّ كتاب "الأيام" لطه حسين، يُعَدّ أكملَ ترجمةٍ ذاتيّة في الأدب الحديث.
وفي كلمةِ أ.د/ سيد أبو شنب، الأستاذ بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر؛ تحدّث عن مفهوم السيرة الذاتية من الوِجهة الأدبية، وهي قصّةُ حياةِ شخصٍ يكتبها بنفسه عن نفسه، وأن هناك أنواعًا كثيرةً من السِّيَر منها: السيرة الشعبية والتاريخية والأدبية، وتُعَدّ تَراجِم الأعلام سِيَرًا، إلا أنها مختصَرةٌ تتناول أهم الأحداث في حياة المُترجَم له.
كما أكّد أ.د/ حسن نجار، الأستاذ بكلية اللغة العربية، جامعة الأزهر؛ أنَّ الأدب العربي عرَف السّيرة الذاتية أي: السّيرةَ التي يؤلّفها الكاتب بنفسه عن نفسه، مثل: سيرة أسامة بن منقذ (ت584 هـ، 1188م) الأديب والقائد المجاهد ضد الصليبيين، وسيرة ابن خَلدونَ التي كتبها تحت عنوان: "التعريف بابن خَلدونَ ورحلته غربًا وشرقًا"، وهي كما يتضح من العنوان، مزيجٌ من أدب السّيرة الذاتية وأدب الرحلة.
وقال "نجار": اعتبارًا من القرن الخامس الهجري تَزايَدَ نشاط الكُتّاب في كتابة سِيَرهم الذاتية، وشاع هذا اللون من التأليف، الذي تُمَثِّله طائفةٌ من العناوين منها: "طَوق الحمامة في الأُلفة والأُلّاف" لابن حزم الظاهري، ومنها: "المُنقِذ من الضلال" للإمام الغزالي، هذا بالإضافة إلى سِيَر كلٍّ من: ابن سينا الفيلسوف، ومُوَفَّق الدين البغدادي، وعلي بن رضوان الطبيب المصري، والفخر الرازي، وعُمارة اليمني، ولسان الدين بن الخطيب، والسخاوي، والسيوطي.
وقد استمعت لجنة التحكيم إلى الطلاب المبدعين الذين شاركوا في المسابقة الشعرية، حيث فاز بالمركز الأول: الطالب السنغالي/ إبراهيم نيانغ، عن مقاله: "شيء.. سيرتي الذاتية".
وفي المركز الثاني: جاء الطالب النيجيري/ أيندي عبد الله يوسف، عن مقاله: "هذا أنا"، أمّا الطالب البنيني/ عبد القادر يحيى جمعة، فجاء في المركز الثالث، بينما احتل المركز الرابع: الطالب النيجيري/ عبد الكريم عثمان ثاني، عن مقاله: "بطاقة اليأس".
وأشرف على تنفيذ الندوة: الأستاذ نبيل فتحي، الأخصّائي الثقافي بمدينة البعوث الإسلامية، تحت رعاية اللواء/ إسماعيل صفوت، رئيس قطاع مدن البعوث الإسلامية، والدكتور/ إسماعيل الحداد، رئيس الإدارة المركزية لشئون الطلاب والخِدمات.