الأسرة الثانية تذهب إلى مكتبة الإسكندرية والأولى على شواطئ المندرة
استقبل الفوج الثاني من المعسكر الصيفي لمدينة البعوث الاسلامية في ثالث أيامه الدكتور أحمد الصاوي والدكتور محمد الجبة الأستاذان بجامعة الأزهر والدكتور أسامة الحديدي خطيب وباحث بالجامع الأزهر، حيث شارك الثلاثة في ندوة تفاعلية مع الطلاب بحضور الأستاذ شريف يوسف المدير العام لفرع المدينة بالإسكندرية، والأستاذ عادل بشرى المشرف العام على الأفواج
واستمع الأستاذ خلال المحاضرة إلى اسئلة الطلاب، وألقوا عليهم محاضرة حول دورهم المنشود في خدمة الإسلام والمسلمين ببلادهم
وفي بداية الحديث أكد الدكتور أحمد الصاوي أن حياة الوافدين في مصر جعلتهم يصبحون من أهلها لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، مشيرًا إلى أن عليهم دورا كبيرا في خدمة الإسلام والمسلمين عقب عودتهم لبلادهم، حيث يجب عليهم نشر الفكر الأزهري الوسطي بين أبناء بلادهم
ومن جانبه قال الدكتور محمد الجبة: إن مهمة هؤلاء الطلاب هي تحمل أمانة العلم، لحفظ دينهم، ودين أهلهم من بعدهم، وليستفيد قومهم مما تعلموه من الأزهر، مؤكدًا أن القرآن الكريم شرف يجب أن يكون طلاب البعوث على قدره
وروى الجبة إحدى القصص المأثورة عن أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه؛ حيث استقبله أمير مكة عند زيارته، وعند سؤاله عن من استخلفه على أهل مكة وقبيلة قريش ذات العزة والجاه، قال استخلفت ابن أبزى ، ورغم أنه كان مولى من موالي قريش، إلا أنه حافظ للقرآن الكريم، وهذا يكفي ليكون خليفة لوالي مكة.
ومن جانبه قال الدكتور أسامة الحديدي أن الاسلام دين سعادة، ويجعل الإنسان منشرح الصدر، فالنبي صلى الله عليه وسلم، كان يخرج لأصحابه بالبشرى، وهو ما يجب على الدعاة القيام به، حتى يقاوموا الفكر الهدام
وذكر الحديدي عن سيدنا عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ، فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟» فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِلِ».
فكذلك بالنسبة للمسلمين من بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت نياتهم صادقة وأعمالهم لله خالصة في طلب العلم وفي تعليمه ونشره يُسرًا كما نزل،
وهو حديث يبشر به الرسول أصحابه، كما كانت عادته في الخروج على الناس بالبشرى
واستمع الأساتذة الثلاثة إلى بعض من أسئلة الطلاب والتي دارت حول كيفية حفظ القرآن الكريم، حيث أجاب الحديدي الخطيب والباحث بالجامع الأزهر بأنه حين يرغب الشاب في حفظ القرآن يجب عليه أن يتوجه بنية صادقة إلى الله وأن يبتعد عن التخاذل والكسل، قال الله تعالى ولقد يسرنا القران للذكر، حيث يجعل لنفسه وردًا يوميًّا، على حسب طاقته في الحفظ ويعمل على زيادته يومًا بعد الآخر، وأن تجلس أمام شيخ كبير ومتمكن من القرآن الكريم تلاوة وأحكامًا
ومن جهة أخرى واصل طلاب مدينة البعوث الإسلامية فعاليات معسكرهم الصيفي في فوجهم الثاني، حيث قامت الأسرة الأولى برحلة شاطئية فيما توجهت الأسرة الثانية إلى مكتبة الإسكندرية.