أوضح الدكتور أسامة الحديدي الباحث والخطيب بالجامع الأزهر أن لفظ القتال في القرآن معناه المدافعة ورد العدوان، ولا يعني القتل أو إرهاب الآخرين أبدًا، بل يعني الدفاع عن الأوطان.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الحديدي صباح اليوم الثلاثاء 3 أغسطس لطلاب الفوج الثالث بالمعسكر الصيفي لمدينة البعوث الإسلامية في محافظة الإسكندرية.
وقال الحديدي إن القرآن نزل لتوحيد الله ثم الحفاظ على مقاصد الشريعة الاسلامية وهي الكليات الخمس (الدين والنفس والعقل والمال والعرض).
وأوضح أن الآيات الخاصة بالقتال، يمكن أن تكون نصوصها مشكلة لمن لا يتفكر في كتاب الله بنظرة عميقة، ويكتفي بنظرة سطحية للقرآن، ويتبع هواه ويتجاهل العلم من أجل مصالح دنيوية وحظوظ نفس أو خدمة طائفة أو جماعة فيوظف النص ويؤوله تبعًا لهواه على غير مراد الله من كلامه.
وأوضح خلال المحاضرة المراد من قول الله سبحانه وتعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" حيث أمر الله نبيه للاستعداد دائمًا للعدو ولخيانته أو غدره وأن يكون جاهزًا لرد العدوان وليس الإعداد للاعتداء أو بدأ المقاتلة، وأن الله قد أمر نبيه في الآيات التي قبلها أن يُعْلِمهم حتى يكونوا معهم في الاستعداد سواء، لكي يعرف المسلمين أنهم لن يخونوا ولا ينبغي لهم أن يخانوا حيث قال سبحانه (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء) وفي الآيات التالية لها (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله)، وتوضح الآيات أن هناك أسباب لهذا الاستعداد على رأسها الإعلان الخوف من خيانة أو غدر الأعداء .
وتكلم الحديدي عن منهجية فهم النصوص القرآنية التي تتضح من خلال القراءة الجيدة للسياق والفهم الجيد لدلالته ومراد الله منه، وذلك من خلال قراءة الآيات التي تسبق النص موضع الشبهة والآيات التي بعده وفهمها فهمًا جيدًا.
وتابع الحديدي: ثم يدعو القرآن الكريم المسلمين إلى إتمام عهودهم مع الذين يوفون العهد ويتموه، بغض النظر عن موقفهم من الإسلام، ودون الضغط عليهم للدخول في الإسلام، (إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئًا ولم يظاهروا عليكم أحدًا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين).
وقال سبحانه (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)، وبين أن هناك أسبابا للمقاتلة ومنها نقض العهود وإخراج الناس من ديارهم، البدء بالقتال حتى من يقاتلنا ويريد إخراجنا من ديارنا نرده عن ظلمه فقط دون عدوان.
ولفت الحديدي في نهاية حديثه، أن حتى أمر القتال والمدافعة عن الأوطان هي مسؤولية ولي الأمر حتى لا تسود الفوضى في البلاد وتتردى أحوال العباد.